فيينا — سبوتنيك
وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المحادثات الرباعية التي جرت، اليوم الجمعة، في فيينا بشأن تسوية الأزمة السورية، بالصعبة والمفيدة.
وقال لافروف للصحفيين: "لقد أجرينا لقاءا صعبا، ولكن مفيدا جدا مع وزير الخارجية الأمريكي ووزيري خارجية المملكة العربية السعودية وتركيا، ناقشنا خلاله الوضع في سورية، وضرورة إيجاد وسيلة للخروج من الأزمة الحالية".
وأشار إلى أن روسيا والشركاء لديهم نفس الأهداف، لوقف الحرب ومواجهة الإرهاب وتحريك العملية السياسية في سورية.
وقال: "لدينا أهداف مشتركة-وقف الحرب ومواجهة الإرهابيين الذين يهددون باحتلال هذه الدولة، بشكل أكثر فاعلية والتحرك بفاعلية أكبر نحو العملية السياسية وفق اتفاقية جنيف".
وأعرب لافروف، عن أمل موسكو بتحديد اللقاء الجديد القادم حول سورية قريباً.
وقال: "سنظل على تواصل مع شركائنا، يوجد اهتمام مشترك بتكثيف هذه الاتصالات، وجعلها دورية أكثر. ومن الممكن أن نستطيع قريباً الإعلان عن موعد ومكان اللقاء الجديد".
كما شدد وزير الخارجية الروسي على أن جميع المشاركين في المحادثات بشأن سورية في فيينا، يسعون لكي تتم تسوية الأزمة في سورية من خلال إعادتها كدولة علمانية ذات سيادة.
وقال الوزير الروسي:" نحن جميعا نريد أن تحل الأزمة على أساس استعادة سورية دولة موحدة الأراضي مستقلة ذات سيادة، دولة علمانية، تضمن حقوق جميع الجماعات الدينية والعرقية، دون استثناء ".
وفي هذا الصدد، أضاف لافورف، بأنه أبلغ شركائه عن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره السوري بشار الأسد.
و ذكر وزير الخارجية الروسي أن الحل العادل في سورية يتطلب الصبر والبحث عن الحلول الوسطى.
وقال: "الصراع في سورية — طويل ودموي وقديم، يتداخل فيه عدد كبير من اللاعبين. ويتطلب حله بشكل عادل، الصبر والبحث عن حلول وسط وتوازن للمصالح، التي لا تتطابق بعد بشكل كبير".
مع ذلك، أوضح الوزير الروسي أن "بعض الأشياء الجوهرية قد بدأت تظهر على السطح".
وأكد لافروف مجددا، بأن إيران ومصر يجب أن تشاركا في المفاوضات بشأن التسوية السورية.
وقال: "بالتأكيد، وواضح أنه في الأزمة السورية يشارك العديد من اللاعبين الأجانب، وليس فقط هؤلاء الأربعة، الذين اجتمعوا اليوم في فيينا. لذلك، نحن نرغب بأن تجري اتصالاتنا التالية بهذا الشكل التمثيلي والذي يدل على مشاركة عدد من البلدان في المنطقة، بما في ذلك، وأكدنا خاصة، إيران ومصر"
وتجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن عقد الاجتماع في فيينا، اليوم الجمعة، أتى عقب زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول تحرك له خارج البلاد منذ اندلاع الأزمة عام 2011، حيث بحثا التطورات الأخيرة في سورية في ضوء العمليات العسكرية الروسية.
وعلى صعيد آخر لا تزال العملية العسكرية للقوات الجوية والفضائية الروسية مستمرة في سورية، حيث يقوم الطيران الروسي بقصف مواقع ومراكز قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في جميع الأراضي السورية، ما ساعد الجيش السوري في الانتقال إلى الهجوم واستعادة جزء من الأراضي التي سيطر عليها الإرهابيون في وقت سابق.