وكان وزير الخارجية الأمريكي، أعلن في لقاء مشترك جمعه بنظيره الأردني ناصر جودة، السبت، أن هذه الاجراءات والتدابير سيعلن عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث سيلتزم سياسة تتيح للمسلمين الصلاة في الحرم القدسي للمسلمين، والزيارة فقط لغير المسلمين.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا، أن "عموم الشعب والفصائل الفلسطينية لا يثقون بوزير الخارجية كيري ولا بالسياسة الأمريكية التي تنحاز لإسرائيل بشكل دائم".
ورأى مهنا في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "ما يحدث هو محاولة لإخراج إسرائيل من المأزق الذي وقعت فيه مع اندلاع الهبة الشعبية، ومحاولة كذلك لإحباط الانتفاضة الفلسطينية"، مشيراً إلى ضرورة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة من أجل قيادة الإنتفاضة، ومواجهة العدو الصهيوني.
من جهته اعتبر القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين أحمد المدلل، أن اعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بشأن المسجد الأقصى ما هو إلا إلتفاف على الإنتفاضة الفلسطينية، مشيراً إلى أن لا أحد باستطاعته تحديد صلاة المسلمين في المسجد الأقصى.
وأوضح المدلل، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "تصريحات كيري ونتانياهو هي مجرد وسيلة للضغط من أجل الوقوف في وجه الشعب الفلسطيني المنتفض الذي سيواصل انتفاضته… نؤكد عدم قبول المقاومة والشعب الفلسطيني لأي اقتراحات سواء من كيري أو من غيره… هذه الإقتراحات هي محاولة لتكريس الواقع الإسرائيلي في مدينة القدس والمسجد الأقصى".
من جهتها وصفت حركة "حماس" تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، بأنها "محاولة أمريكية لإنقاذ نتانياهو وحكومة إسرائيل من أزمتها في مواجهة إنتفاضة الشعب الفلسطيني".
وقال الحركة في بيان لها، هذه "محاولة خبيثة من نتانياهو بتواطؤ أمريكي، بهدف تثبيت السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى من خلال منح إسرائيل الحق بالسماح والمنع للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى".
وأضافت، "نؤكد رفضنا لهذا الإعلان الذي جاء بصيغة مبهمة، والذي صيغ بعناية فائقة ليعطي نتانياهو وحكومة إسرائيل الفرصة للمناورة وللتهرب من أي التزامات بانتظار الفرصة السانحة لفرض الهيمنة الإسرائيلية على المسجد الأقصى".
ورأى المتحدث باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة، أن القضية سياسية بالدرجة الأولى وتحتاج إلى حل سياسي، مشيراً إلى أن "الحل يتمثل بإنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية بشكل كامل".
وأوضح أبو عيطة، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "إستمرار الإحتلال الإسرائيلي سيعمل على إنفجار الأوضاع بشكل كامل"، لافتاً إلى أن كيري يعمل على تحقيق تهدئة في المنطقة، وإخماد الانتفاضة الفلسطينية.
الجدير بالذكر أن الهبة الشعبية الفلسطينية، أو ما يسمى بـ"انتفاضة القدس"، كان السبب الرئيسي في إندلاعها الإجراءات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى، ومحاولة تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً.
وشهدت المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في العديد من نقاط التماس منذ مطلع الشهر الجاري، راح ضحيتها 57 فلسطينياً وآلاف الإصابات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.