إعداد وتقديم نواف إبراهيم
وصلت القضية السورية الى مرحلة جديدة ومكان جديد ، بعد فترة طويلة من العراك الميداني بين الجيش السوري وقوى المقاومة من جهة ، وتنظيم داعش والمجموعات الإرهابية المسلحة على مختلف أشكالها من جهة أخرى ، قابله حراك وتجاذب سياسي بين سورية وحلفائها وعلى رأسها روسيا وايران من طرف، وبين الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم السعودية وقطر واسرائيل وتركيا ، واليوم وبعد خمس سنوات من القتل للشعب السوري والتدمير للبنية التحتية وتمدد الإرهاب حتى وصل الى خطر داهم على الأمن والإستقرار العالميين ، وبقوة الصمود السوري العسكري المدعوم بإسناد جوي روسي ، يوازيه حنكة سياسية ودبلوماسية سورية روسية مشتركة ، وصل العالم المتحضر الى مرحلة التراجع عن هدفه في اسقاط القيادة السورية واجبار الرئيس الأسد على التنحي عن سدة الحكم ، وباتت هذ الدول تعمل بكل ما بوسعها من أجل تحقيق أي نصر سياسي على أقل مايمكن بعد أن فشل في تحقيق أي إنجاز يذكر في ساحات الميدان.
ويبدأ اليوم الأربعاء المبعوث الأممي الى سورية بعمله في التحضير للقاء الوزاري الخاص بحل الأزمة في سورية في الرابع عشر من الشهر الجاري ، من خلال تشكيل ثلاث مجموعات عمل الأولى تبحث في شان مكافحة الإرهاب، والثانية خاصة بمسألة تحديد هوية المعارضات السورية، وتحديد المعارضة الإرهابية والمعتدلة ودراسة لوائح الأسماء المعارضة التي قدمها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى ديمستورا في لقاء جنيف الأول، والثالثة بخصوص الوضع الإنساني في سورية.
هنا لابد من قراءة متأنية لتطورات المرحلة الراهنة ، والتدقيق في التحولات المحورية الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية ، انطلاقا من بدأ مفاوضات فيينا بشكل يظهر أن العالم قد وصل الى نقطة البداية لحل الأزمة في سورية وفق خطة خارطة طريق تحفظ لسورية وللشعب السوري حقه في تقرير مصيره.
نتابع هذه القراءة مع ضيف حلقة اليوم الباحث السياسي والاجتماعي الدكتور طالب إبراهيم