الرفض المباشر لدول اللاجئين هو الرد المباشر الذي يحظى بدعم متزايد خاصة من الجمهوريين. وقد دعا مرشحي الرئاسة من الجمهوريين بقصر الهجرة على المهاجرين المسيحيين، أو انهائه الهجرة بالكلية، والعديد من الحكام الجمهوريين يرفضون علانية استقدام لاجئين للاقامة في الولايات المتحدة الامريكية.
يفسر الرافضون إلى أن الولايات المتحدة لا تقوم بالفحص الكافي للقادمين من اللاجئين قبل دخولهم الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يزداد احتمال تسرب عناصر داعش إلى داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ومن السخرية أن هذه الفكرة تحظي بشعبية كبيرة في الوقت الحالي. وفي الحقيقة، فإن الإصرار الأمريكي على فحص اللاجئين السوريين بعناية، ورفضها الهيستيري لدخولهم البلاد قد يرجع لوجود أي من أفراد العائلة في أي من الجماعات الإرهابية، وهو ما منع العديد من اللاجئين من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي 2015 فقط، خصصت الإدارة الأمريكية بعض الأفراد للقيام بعملية الفحص، حتى يمكنهم بحث دخول اللاجئين من السوريين إلى البلاد.
سمحت الولايات المتحدة لعدد 2000 لجيء فقط بدخول البلاد خلال أربع سنوات
نظريا، تعهدت الولايات المتحدة بدخول عشرة الاف لاجيء إلىها خلال العالم المالي 2016. لكن هناك احتمال كبير ألا تحقق الولايات المتحدة هذا العدد، على اعتبار أن الولايات المتحدة سمحت فقط لالفين بدخولها خلال أربع سنوات.ويعد السبب الأساسي لتقاعس الإدارة الأمريكية عن استقبال اللاجئين السوريين هو خوفها من تعرض البلاد لهجمات ارهابية، وهو ما يتوافق مع الهاجس الجمهوري من نفس الأمر.
استغرق الأمر الكثير من الوقت للعثور على كوادر تقوم بعملية الفحص للاجئين السوريين
حاول المجتمع الدولي التوصل لحلول تمكنه من إيجاد مخرج للاجئين السوريين لا تتضمن الوقت والموارد المتفرغة بشكل دائم لتولي شأن اللاجئين وإعادة تسكينهم في دولة أخرى، غير التي فروا منها. ومن المعروف أن عملية تسكين الاجئين عملية صعبة وطويلة. وقد تستغرق سنوات طوال حتى تتم كافة الاجراءات اللازمة لهذه العملية. وحقيقة لم تكن الولايات المتحدة تخطط لاستقبال اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على أراضيها حتى عام 2013. وحتى عندما تواجدت هذه الموارد البشرية التي يمكنها التعامل مع عملية فحص اللاجئين، لم تسر الأمور بالسرعة المتوقعة، ولم ترق أيضا لمستوى الأولوية القصوى بالنسبة للإدارة الأمريكية.
تستغرق السلطات الأمريكية حوالي العامين لبحث وقبول اللاجيء السوري قبل دخوله البلاد
وجد المعارضون الجمهوريون ضالتهم في كلام جيه جونسون وزير الأمن الداخلي الأمريكي حيث صرح أن الولايات المتحدة لا يمكنها معرفة كافة المعلومات عن اللاجيء السوري عندما يتقدم للمرة الأولى. وقد أخذ هذا الكلام كدليل على استحالة امكانية دخول اللاجيء السوري الى الولايات المتحدة الامريكية لعدم توافر المعلومات الكافية عنه. وللاجابة على هذا السؤال، يستغرق الأمر حوالي السنتين. وعند تقدم اللاجيء باوراقه الى السفارة الامريكية، يتم اتخاذ عدد من الخطوات الضرورية لاتمام عملية الفحص واتخاذ القرار المناسب.
على اللاجيء السوري أن يثبت عدم تورطه مع أي من الجماعات الارهابية
نظرا لظروف الحرب في سوريا، فإن الأمر بالغ الصعوبة كي تعرف الفارق بين المدني والمقاتل، والفارق بين الثائر الذي ينتمي لجماعة جهادية والآخر الذي ينتمي للثوار العاديين. ومن الصعب التواجد في سوريا في هذا الوضع دون الاحتكاك بشكل أو بآخر بالجماعات الارهابية أو المرتبطة بها. ومن غير المسموح لأي فرد بدخول الولايات المتحدة الامريكية باي شكل لو كان هناك اي نوع من الارتباط باي جماعة ارهابية في اي وقت. وهذا المنع يمتد ليشمل الازواج والاولاد أو أي فرد من العائلة.
توصلت الولايات المتحدة الامريكية الى آلية توصلت من خلالها إلى مفهوم مساندة الارهابيين مناسب
وقد عقد ديك دوبرين جلسة استماع حول القيود المفروضة على اللاجئين ممن قدموا دعما ماديا للجماعات الارهابية في سوريا، بالقول أن من اعطي ساندويتش او سيجارة لارهابي ممنوع من دخول الولايات المتحدة الامريكية. ثم قررت الحكومة عمل استثناءات للأشياء التي تبدو بلا قيمة واستبعادها من مفهوم الدعم المادي، حيث يمكن لمن فعل هذا الدخول للبلاد، إذا ما قرر المسؤلون بصلاحية اللاجيء لدخول البلاد. لكن استغرق الأمر وقتا حتى أقرت الحكومة عام 2015 تعريف الدعم البسيط الغير مؤثر، مع قرار بايقاف استمارة اللاجيء الذي يقع تحت هذا البند لمدة 15 شهرا للبحث والمتابعة.
تعاني سياسة اللاجئين الأمريكية من الاسلاموفوبيا. يجب أن يتوقف هذا فورا
أثبتت السياسة الأمريكية الخاصة باللاجئين أنها شديدة التحيز بالنظر إلى لاجئي الشرق الأوسط في مناطق الصراعات حيث توجد الجماعات الإرهابية. ففي العراق، بعد أن سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها، خصصت الولايات المتحدة حوالي عشرين ألفا من تأشيرات الهجرة لعائلات الأفراد الذين قدموا العون للولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب، لكنها في الحقيقة منحت جزءا من هذه الحصة لم يتجاوز 392 عام 2011، و6000 عام 2013 بعد نزاعات قانونية مارس بها محامون ضغطا على الإدارة الأمريكية.
من المستحيل التوصل إلى مدى تأثير الإرهاب والاسلاموفويبا على الولايات المتحدة الأمريكية في قراراتها الخاصة باللاجئين السوريين، ممن حاولوا دخول الولايات المتحدة الأمريكية بعد اندلاع الحرب في ارجاء سوريا. ويبدو أن اجراءات اللجوء قد طالت وأصبحت أكثر صعوبة من دول ثانية كماينمار مثلا. حاولت إدارة أوباما تحقيق قدر من التوازن بين الأمن والمخاطرة السياسية التي قد يسببها اللاجيء، حتى لو كام واحدا بين الاف، مع أخذ الأمور الانسانية في الاعتبار، ومساعدة اللاجيء الذي يستحق والسماح له بدخول البلاد. وصار واضحا على نحو مؤلم كم أخطأ الأمن في تجاهل الاعتبارات الانسانية الملحة، التي جعلته في النهاية عاجزا عن تقديم المساعدة اللازمة. وسيبدو الأمر ساخرا تماما إذا ما سمحت الولايات المتحدة الأمريكية للاجئين السوريين بربع السرعة التي تسير بها الأمور حاليا كما وعدت، فقد تمكن الجمهوريون من منع البرنامج بالكامل. وهذا يعد مأساة انسانية أخرى.