سبوتنيك: بداية… هل تتوقع لوتيرة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الاستمرار؟ وإلى أي مدى يمكن أن تصل؟
البرغوثي: الانتفاضة الشعبية أصبحت ضرورة ملحة بسبب الإجراءات الإسرائيلية، وخاصة بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو ووزير الدفاع يعلون، باجتياح الضفة الغربية بكاملها، وزيادة الاعتقالات والاقتحامات والتدمير… وبعد التصعيد الاستيطاني الأخير الذي يؤكد أن الهدف الإسرائيلي هو ضم الضفة الغربية بكاملها وتصفية القضية الفلسطينية… الانتفاضة الشعبية الفلسطينية هي رد استراتيجي فلسطيني على حالةٍ أدرك معها الفلسطينيون أن المراهنة على المفاوضات مراهنة فاشلة، ولا بد من بديل للشعب الفلسطيني، وهو تغيير ميزان القوى عبر المقاومة الشعبية التي وصلت إلى انتفاضة شعبية.
سبوتنيك: كيف تقرؤون زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة في هذا التوقيت؟
البرغوثي: باعتقادي أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لن ينجح بعمل أي شيء على الإطلاق، وهو فشل في السابق، لأنه لم يستطع تشكيل أي ضغط على إسرائيل، واليوم نرى أن إسرائيل هي من تمارس عليه الضغط، وإعلان نتانياهو بضرورة تشريع الاستيطان في الكتل الاستيطانية، هو ما استبق به قدوم كيري، بما في ذلك إعلان إطلاق يد الجيش الإسرائيلي في كافة مدن وقرى الضفة الغربية، وذلك في الواقع رسالة تؤكد أنه لا يرجى من زيارة كيري أي تغيير حقيقي.
سبوتنيك: هل ما زال هناك أمل أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط؟
أحد الاشياء التي تأكدت هو أن الولايات المتحدة منحازة بالكامل لإسرائيل، ولا تستطيع أن تلعب دور الوسيط، والمواقف الأمريكية المعلنة عن حق إسرائيل بالدفاع عن النفس وعن حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس تمثل مواقف غير عادلة على الإطلاق، وللأسف فإن الضغوط الأمريكية توجه على الجانب الفلسطيني فقط، ولا يوجد أي ضغوط على الجانب الإسرائيلي، وذلك على الرغم من أن إسرائيل هي من تحتل الأراضي الفلسطينية وهي من تقمع الشعب الفلسطيني.
سبوتنيك: ما هي الحلول المطروحة في الأفق، وما هو المطلوب عربياً ودولياً وفلسطينياً؟
لا يوجد حل إلا بتحقيق ثلاثة أمور، أولاً إجبار إسرائيل على إعلان استعداها لإنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها مدينة القدس… وثانياً التزام مطلق من إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل ويشمل ذلك مدينة القدس بشكل فوري… وثالثاً الإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، دون تمييز… والمطلوب من جميع القوى الفلسطينية، دون استثناء، أن تتوافق على استراتيجية موحدة، وتوحيد الصف الوطني، وإسناد صمود الشعب من أجل تحويل ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني.
سبوتنيك: كيف ترى المناكفات السياسية بين حركتي "حماس" و "فتح"؟ وما مدى تأثير ذلك على الانتفاضة؟
البرغوثي: المناكفات مضرة جداً والانقسام بحد ذاته مضر جداً، ولم يعد له أي مبرر، خاصة أن الخلاف يدور في الأساس في الصراع على سلطة لا وجود لها، فإسرائيل بإجراءاتها أعلنت أن السلطة برمتها تحت الاحتلال، سواء في غزة المحاصرة بشكل محكم، أو في الضفة الغربية المحتلة بشكل كامل… لا مغزى لهذه الصراعات، والشعب الفلسطيني بحاجة اليوم إلى قيادة وطنية موحدة، وبحاجة إلى توحيد كل طاقاته وبحاجة إلى إنهاء الخلافات الداخلية الفلسطينية وتبني استراتيجية واحدة للكفاح والنضال لأخذ حقوقنا الوطنية.
سبوتنيك: أخيراً… هل توصلت التحقيقات بمن يقف خلف محاولة الاعتداء التي تعرضتم لها؟
البرغوثي: لم يتم إعلان نتائج حتى الآن، ونتابع الأمر باهتمام، وننتظر أن تقوم لجنة التحقيق بعملها الكامل، وتحدد الجهات الإجرامية التي قامت بهذا الاعتداء، الذي أعتبره اعتداء موجه ضد الشعب الفلسطيني وضد انتفاضته الشعبية، ويجب أن يحاكم من قام بهذا العمل الإجرامي ليكون عبرة للآخرين، وأياً من كانت الجهة المنفذة، فهي لم تخدم سوى مصلحة جهة واحدة وهي السياسة الإسرائيلية.
أجرى الحوار: هشام محمد