وكان وزير الخارجية الأمريكي وصل إلى إسرائيل، اليوم الثلاثاء، ضمن جولته التي بدأها، الأحد الماضي، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، في محاولة لوقف حالة التوتر في المنطقة والعودة إلى الهدوء.
وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة "حماس"، لـ"سبوتنيك"، "إن هذه الزيارة تهدف إلى إنقاد إسرائيل من الورطة التي شكلتها الانتفاضة الشعبية الفلسطينية"، مؤكداً على أن "الانتفاضة الفلسطينية ستبقى مستمرة، وأن الشعب الفلسطيني يدرك خبث أهداف ومساعي كيري ولن يتأثر بها".
وأشار أبو زهري إلى أن "الموقف الأمريكي جُرب فلسطينياً بشكل كبير، حتى وصل إلى درجة الإهمال للإشارة إلى القضية الفلسطينية في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخير، مما يؤكد انحياز الإدارة الأمريكية للسياسة الإسرائيلية".
ودعا بدوره السلطة الفلسطينية إلى التعامل مع ما يجري في الأراضي الفلسطينية كانتفاضة حقيقية، وتوفير كل وسائل الدعم والإسناد للشعب، وكذلك القيام بالإجراءات السياسية اللازمة لفضح الجرائم الإسرائيلية وتقديم قيادتها للمحاكم الدولية.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بداية "انتفاضة القدس" إلى 97 قتيلاً، إضافة إلى آلاف الإصابات.
من جانبه، رأى نافذ عزام القيادي، في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة، لا تحمل أفكاراً جديدة ولا تقدم أفقاً جديداً، مرجحاً أن "الزيارة تهدف إلى الضغط أكثر على الفلسطينيين عبر خطوات غير مؤثرة من أجل إعادة الأمور إلى الهدوء، لكن دون أن يكون هناك مقابل حقيقي يحصل عليه الفلسطينيون".
وقال عزام في حديث لـ"سبوتنيك"، "لا نشعر بالتفاؤل من زيارة المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، لأن التجربة مؤلمة، وأمريكا لم تقف موقفاً منصفاً تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وطوال الوقت كانت تقدم الغطاء لإسرائيل حتى وهي ترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "لا نرى أي مستقبل للوساطة الأمريكية في القضية الفلسطينية، لكن مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان هناك تصوراً أن تغييراً سيحصل، لكن إسرائيل رفضت التعاطي مع رغبة أوباما، وبعد ذلك خضعت الإدارة الأمريكية ولم تمارس أي ضغوط حقيقة على إسرائيل".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن، في وقت سابق، أنه لا يتوقع التوصل إلى صفقة سلام تؤدي لحل الدولتين فلسطين وإسرائيل قبل انتهاء دورته الثانية في الحكم التي تنتهي يوم 20 يناير/كانون ثاني 2017.
وفي ذات السياق، عبّر رباح مهنا، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، عن عدم ترحيب الشعب الفلسطيني وفصائله بزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وأوضح مهنا، في حديث لـ "سبوتنيك"، أن كيري جاء لينقذ إسرائيل من الوضع المتفجر في الضفة الغربية والقدس، مشيراً إلى أن "هذه الزيارة تعتبر زيارة مشبوهة ولن تستطيع وقف الانتفاضة الفلسطينية".
وأضاف، "أمريكا وسيط غير نزيه في القضية الفلسطينية وغير مرحب فيه، والسياسة الأمريكية، خاصة في فترة حكم الرئيس أوباما، منحازة لإسرائيل بشكل كامل ضد القضية الفلسطينية".
من جهته، أكد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن زيارة كيري لا تحمل في ثناياها أية آفاق سياسية لإنهاء الاحتلال، باعتباره سبباً لكل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
ونوّه أبو ظريفة، في حديث لـ"سبوتنيك"، إلى أن كل ما يحمله كيري هو هدوء مقابل هدوء دون أية آفاق سياسية جديدة، إضافة إلى العمل على التحسينات الاقتصادية والاجتماعية في محاولة لاحتواء الانتفاضة، والوقف التدريجي لها.
وشدد على ضرورة "عدم الخضوع للرؤية الأمريكية واشتراطات نتانياهو، والاستمرار في الانتفاضة باعتبارها المرتكز النضالي لإحداث خلل في موازين القوى، لإعادة بناء المفاوضات لتكون على أساس قرارات الشرعية الدولية، وبمرجعية دولية تفضي إلى رحيل الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره على أراضي عام 1967، وعودة اللاجئين".