وفي هذا الإطار كان حوار مراسل "سبوتنيك" مع وزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي.
سبوتنيك: قراءتكم لقرار تركيا بإسقاط الطائرة الروسية "سو 24" في سوريا؟
العرابي: عملية إسقاط الطائرة الروسية "سو 24" في سوريا، حادث مؤسف، ولم يكن له ما يبرره، لأن الطائرة كانت تقوم بمهمة هامة جداً بالنسبة للإنسانية كلها، وهي القضاء على تجمعات تنظيم "داعش" الإرهابي. روسيا من حقها وقف الاتصالات العسكرية مع تركيا، والعسكريون الروس يتفهمون طبيعة المخاطر والتحديات التي تواجه القوات في المنطقة. واعتقد أن الجانبين سيكون لديهما قدر كبير من الحرص على ضبط النفس خلال الفترة القادمة.
موقف حلف الناتو والولايات المتحدة متوقع، لأن تركيا هي دولة عضو في الحلف، وفي نفس الوقت هناك تأكيد على ضرورة عدم التصعيد، لأن التصعيد في هذه المسألة سيكون أمراً خطيراً جداً جداً في المنطقة المشتعلة، ولا تتحمل المزيد من التوتر والاشتعال.
سبوتنيك: ماذا يعني إسقاط طائرة تواجه الإرهاب وتعمل جاهدة على تطهير المنطقة من الجماعات المتطرفة؟
العرابي: أكرر أن عملية إسقاط الطائرة لم يكن لها ما يبرره، وأن تواجد القوات الجوية الروسية في هذه المنطقة معروف للجميع إقليمياً ودولياً، بهدف محاربة الإرهاب بوجه عام، وبالتالي لا يوجد ما يبرر هذا العمل العدائي من جانب تركيا.
سبوتنيك: هل تسعى تركيا إلى التوسع وخلق ما يعرف بـ "المنطقة العازلة" في سوريا؟
العرابي: سياسة تركيا نحو سوريا والمنطقة بأكملها خلق لها نوعا من العزلة السياسية ولم يعد هناك من يؤيد سياستها على الأطلاق من دول المنطقة، وكان يجب أن يكون رد فعل تركيا تجاه الطائرة الروسية مختلفاً، ففي مثل هذه الأحداث يكون هناك تحذير ثم طلقات تحذيرية والعسكريون والطيارون يفهمون معنى كل إجراء يتم اتحاذه في مثل هذه المواقف.
سبوتنيك: هل لهذا الحادث تأثيرات سلبية على مفاوضات فيينا للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية؟
العرابي: اعتقد أن الحادث سيدفع كافة الأطراف إلى ضرورة التسريع في الوصول إلى حل سياسي، لأن الأمور بدأت تأخذ منحى خطير، وروسيا كدولة كبيرة ومسئولة فمن المؤكد فهي حريصة على أن يكون هناك حل سياسي للأزمة حتى نتجنب مثل هذه الأحداث التي يمكن أن تفجر المنطقة بأكلمها.
أجرى الحوار أشرف كمال