سبوتنيك: ما هي الإجراءات التي اتخذتها تونس للحفاظ على الأمن والاستقرار، عقب التفجير الإرهابي الذى استهدف حافلة للأمن الرئاسي؟
الزرمديني: الشيء الثابت أن وضع تونس لا يختلف عن وضع كامل المنطقة، اليوم المنطقة الإقليمية مضطربة جداً، والوضع الليبي يؤثر على الوضع في الشرق الأوسط الذي يرتبط بالأوضاع في الشام والعراق، فمنطقة المتوسط منطقة استيراد مرتبطة بالتهريب، وهناك تهديدات فعلية في المنطقة مصدرها ليبيا، التي أصبحت شبيهة بأفغانستان جديد.
والمد الإرهابي من ليبيا يمس كامل المنطقة، وخصوصاً مصر وتونس الذين على مشارف مرمى النار وتشكل الأحداث انعكاساً على الوضع الداخلي، فالإمداد اللوجيستي للإرهابيين يأتي من ليبيا.
واالوضع في تونس تحت السيطرة نسبياً، بعد النجاحات الباهرة التي تحققت من قبل قوات الحرس الوطني التي ألقت القبض على العديد من الخلايا الإرهابية، وخصوصا خلية سوسة التي كانت ستخلق الدمار… فهذه النجاحات أمام وضع داخلي شهد العديد من الإشكاليات له مخلفاته وآثاره، والذي خلّف أرضا شاسعة لاحتضان بعض الخلايا النائمة والذئاب المنفردة… العقيدة الإرهابية تستغل الثغرات… هناك نجاحات لم يتم التصريح بها، وتمت في الخفاء من قبل أجهزة الأمن التونسية.
سبوتنيك: هل بات الإرهابيون مخترقين لمؤسسات الدولة التونسية، عقب استهداف حافلة الأمن الرئاسي التونسي؟
الزرمديني: عقيدة الإرهاب تسعى للتغلغل والاندساس داخل المؤسسات في الدولة التونسية حتى تتمكن من فرض مخططاتها أو تسهيل ما يخطط له، وهذه العقيدة تتبناها كل الجماعات الإرهابية أينما كان موقعها، دون استثناء… هي استراتيجية عالمية عن الجماعات الإرهابية، فالإرهاب في تونس يتبع نفس المخطط والأهداف ويسعى لضرب كل مؤسسات الدولة.
والعدو الأول للجماعات الإرهابية، هو الزي النظامي ورجالات الدولة التي تحمي مؤسسات الدولة، فقد استهدفوا رجال الأمن والجيش ونعتوهم بالطاغوت.
الإرهابيون حققوا نجاحاً معنوياً باستهدافهم لحافلة في موقع معين، وبحق حافلة تقل أعوان أمن عزل من السلاح، كانوا يستقلون الحافلة للتنقل إلى العمل.
واقع الأمر، الإرهابي كان يريد تفجير نفسه أمام بوابة الحرس الجمهوري، لذلك قام بتنفيذ المرحلة الثانية من مخططه بتفجير نفسه، وذلك عقب كشفه من قبل قائد عناصر الأمن الرئاسي، وأظن أنه كان ينوى القيام بعملية تعطي بعداً جماهيرياً بتفجير نفسه أمام القصر الرئاسي، حتى يخرج الإعلام ويتحدث عن هجوم على القصر الرئاسي… الضرر كان في درجة دنيا لما كان يخطط له الإرهابيون.
سبوتنيك: ربطتم ما يحدث في تونس بما يحدث في ليبيا…هل إغلاق حدود تونس مع ليبيا 15 يوماً، ستليها خطوات أخرى؟
الزرمديني: مع الأسف الشديد، المسألة السياسية في ليبيا لا تتناولها دول الجوار، وتتناولها الدول الكبرى التي أصبحت صاحبة القرار، وتم اقصاء دول الجوار الليبي من تناول هذه المسائل، مع العلم أن دول الجوار من المفترض أن تقوم بتقريب وجهات النظر لحل الأزمة.
أما إجراء غلق الحدود فهو وقتي، لكني أريد أن يتم بشكل عميق وأكبر، ويجب أن يتم مساندة الليبيين في مكافحة الإرهاب في بلادهم، ولابد أن ننظر للجانب الأمني أكثر، وأن توضع تأشيرات دخول للبلاد.
سبوتنيك: تونس أكثر دولة عربية ذهب منها مقاتلون لسوريا والعراق والمناطق الملتهبة… ما هي الإجراءات التي ستقدم عليها تونس حال عودة هؤلاء المقاتلين إلى البلاد؟
الزرمديني: تونس في الحكومة السابقة، عندما كان يترأس البلاد المنصف المرزوقي، اتخذ قراراً، مع الأسف، بقطع العلاقات مع سوريا، وهو ما كان له انعكاسات كبيرة جداً على الجانب الأمني، وانعكس بالسلب على التعامل مع ملف سوريا الحساس، هذه العودة للمقاتلين ستشكل وضعا أمنياً استثنائياً، ويجب أن تأخذ الدولة كل التدابير والإجراءات الصارمة التي يمكن أن تخالف الدستور، فكل من رفع السلاح من التونسيين في سوريا، يجب أن يتم تجريده من الجنسية التي يحملها.
أجرى الحوار أحمد البنك