سبوتنيك: اليوم يصادف يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، هل ترى أن دول العالم تتضامن بشكل فعلى مع شعبكم، في ظل الأحداث الجارية في الضفة وغزة؟
عريقات: نعم هناك تضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من الرأي العام الدولي، بشكل غير مسبوق… هناك تعاضد للقضية ومساندة من الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، مثلما حدث في قرار تقرير المصير، مؤخراً، حيث حصلت فلسطين على 171 صوت مقابل 8 أصوات، وهذا يدل أن المجتمع الدولي والرأي العام العالمي في القارات الخمس يؤكدان، أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة، إلا بحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
باعتقادي أن رسالة رئيسة البرازيل للأمين العام للأمم المتحدة، أول أمس، حددت ذلك بوضوح تام… الخلل هنا أن يأتي يوم التضامن مرة أخرى ولا يزال الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال، ولا زالت قوات الإحتلال الإسرائيلي مستمرة في بناء المستوطنات والأزمات والإعدامات الميدانية والإعتقالات والعقوبات الجماعية وهدم البيوت، أمام أعين ونظر المجتمع الدولي، دون حسيب أو رقيب، ودون محاسبة ومسائلة إسرائيل… هنا الاخفاق وهنا الخلل…وهنا ما يدفع منطقة الشرق الأوسط شعوباً وحدوداً، إلى اتون العنف والفوضى والتطرف والفوضى وسفك دماء، لأن استمرار الإحتلال وممارساته واستيطانه وارهاب الدولة هو منبت الشر والتطرف. وهذه هي الحقيقة… على كل من يسعى لمحاربة وهزيمة الإرهاب، ونحن معهم، أن يدركوا أن الأفكار الشريرة لن يقتلها الطيران، بل هي بحاجة إلى ما هو أفضل منها من أفكار، وهنا نحن بحاجة في يوم التضامن مع الشعب، أن العدالة ضائعة ومدمرة على يد الإحتلال الإسرائيلي، والحق يدمر والقانون الدولي يمزق على يد الإحتلال.
وبالتالي الذين يحاربون الإرهاب في هذه المنطقة عليهم أن يوازوا ذلك بعمل سياسي، لإلزام سلطة الإحتلال الإسرائيلي بوقفه وكذلك الإستيطان، وإلا لن تقودهم جهودهم إلى أي طائل… يوم التضامن لابد أن يكون تذكار وتذكرة للجميع بأننا نسعى لأمن وسلام هذه المنطقة، فلنبدأ بتجفيف مستنقع الإحتلال الإسرائيلي فلنبدأ إعطاء العادلة للشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال الناجز والسيادة الكاملة، حتى يكون لنا دولة ذات سيادة على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها… أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه عام بعد عام فكل سيتصاعد منسوب الرهاب في المنقطة.
ولا فرق بين مجرم يعدم صحفي أجنبي في سوريا والعراق، وبين مجرم يحرق طفل صغير في دومة بنابلس… التطرف أعمى والعنصرية عمياء، ونحن في المنطقة نواجه تطرف يسعى أن يحول صراعنا، من سياسي لديني، وهذا لابد أن يكون من المحرمات… مشكلتنا سياسية ولابد على الدول العظمى أن تضع جدولاً زمنياً لإنهاء الإحتلال، استناداً للشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين… وأن يتحقق ذلك بأسرع وقت ممكن، إذا بالفعل أردنا هزيمة الإرهاب وعدم الاستقرار والتطرف في هذه المنطقة.
سبوتنيك: جون كيري قام بزيارة لرام الله والتقى الرئيس عباس… هل يمكن أن تعود عملية التفاوض مع الجانب الاسرائيلي ؟
عريقات: عملية التفاوض من أوقفها الجانب الإسرائيلي… إذا ما وافقت الحكومة الإسرائيلية على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وترسيم حدود الدولتين ووافقت على وقف نمو الإستيطان ووافقت على الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى وقبلت تنفيذ الإلتزامات والاتفاقات التي وقعتها، سيكون هناك مفاوضات لكن الحكومة الإسرائيلية تعلن وبصوت مرتفع أنها لا تلتزم باتفاقيات وستستمر في المستوطنات ولن تفرج عن الإسرائيلي وتستمر في ممارسات وجرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، فهي تدمر المفاوضات وبناء الدولتين وهذه هي الحقيقة.
سبوتنيك: متى تنعقد جلسات المجلس الوطني الفلسطيني؟
عريقات: نحن نبذل كل جهد ممكن ونسرع خطواتنا لعقد المجلس، لأن هذا استحقاق مهم جداً لصياغة البرنامج السياسي وتأكيده في المرحلة القادمة.
أجرى الحوار أحمد البنك