تغيرات ميدانية متسارعة منحت الكثير من الذين غادروا سوريا الأمل من جديد للعودة إلى وطنهم بعد ما ذاقوا المعاناة ومرارة الغربة
شاهي أبليان، أب لثلاثة أولاد، أجبرته ظروف الحرب في سوريا على ترك منزلة الكائن في مصيف كسب، والهجرة إلى أرمينيا، بعد أن دخل المسلحون المدنية، ليعيثوا بها فساداً وقتلاً وتدميراً.
وتحدث أبليان، لـ"سبوتنيك" عن الظروف القاسية التي تعرض لها وأجبرته على الهرب برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة إلى أرمينيا.
وقال شاهي إنه ولد وترعرع في مدينة كسب، ويعمل "مختار" الحي الغربي، يمتلك مزرعة صغيرة منذ زمن طويل، فهو من السكان الأصليين.
وأضاف، "في العام 2014، تعرضت مدينة كسب لهجوم من المسلحين غير السورين القادمين عبر الحدود التركية بمختلف أنواع الأسلحة، ما جعلهم ينزحون من المدينة… كثير من السكان قتلوا وحرقت منازلهم، كنت أشعر بالتوتر والخوف نتيجة القذائف اليومية والأحداث المتسارعة، وهذا ما دفعني للهرب تاركاً خلفي كل ما أملك".
عين على الوطن
تقول ليزا زعتريان، زوجة شاهي، لـ"سبوتنك"، "إن قرار العائلة بالسفر خارج سوريا، جاء نتيجة الأحداث الأمنية التي وقعت… فلم نعد تشعر بالأمان بعد دخول المسلحين الأحياء الآمنة… كثير من المدنيين العزل قتلوا على يد المسلحين، ما أجبرنا على ترك المنزل مع العائلة والرحيل إلى أرمينيا".
تشعر ليزا بالحزن، فهي تعيش صراعا داخليا جعلها تترقب الأخبار من سوريا وتشاهد كل يوم ما يحصل هناك، تتواصل مع الأقارب وتثق بقدرة الجيش السوري على استعادة المناطق التي سيطر عليها المسلحون، كما تشعر بالارتياح الشديد نتيجة القرار الروسي بمشاركة الجيش السوري عملياته العسكرية في وجه الإرهاب، ما له أثر إيجابي على الأرض السورية، وهذا ما دعاها إلى اتخاذ قرار العودة إلى سوريا.
الثقة بالنصر
نقل شاهي لـ"سبوتنيك" أحاديث السوريين في المغترب، حيث يبقى الشأن العسكري والتطورات الميدانية في سوريا حديثهم اليومي، وهم يترقبون عمليات الجيش السوري لاسترجاع مناطقهم، وخصوصاً بعد مشاركة القوات الجوية الروسية في القضاء على الإرهاب.
لم يعودوا يطيقون المعيشة في الخارج، فلا شيء يشبه العيش في سوريا… يتلمسون الانتصارات اليومية على جميع الأراضي السورية، ويشاهدون سيطرة الجيش العربي السوري على مساحات واسعة، وهذا منح الكثير منهم القرار بالعودة إلى مدنهم وقراهم، وهم ممتنين وشاكرين القوات الروسية على دعمها السياسي والعسكري ووقوفها في وجه الإرهاب.