قاتل محمد، النقيب في الجيش السوري، منذ سنوات، إلى جانب وحدات الدفاع الوطني، وخاض الكثير من المعارك كان آخرها في التلال القريبة من مدينة سلمى، المعقل الأبرز للجماعات المسلحة، بغية إحكام الطوق عليها وتمهيداً لاقتحامها.
في الميدان
اعتاد الضابط في الجيش السوري محمد برهوم، وهو قائد مجموعة اقتحام في الدفاع الوطني، أن يكون قريباً من مقاتليه، بعد أن أحبوه وأعتادوا على العمل معه، منذ بدء العمليات العسكرية بريف اللاذقية في العام 2012.
التآلف والانسجام بين محمد والمقاتلين في الحياة اليومية كما في الميدان العسكري، جعلهم عائلة واحدة متراصة الصفوف، يتساوى فيها الضابط مع المقاتل في كل شيء.
ويقول أكثم، المقاتل في الدفاع الوطني، "إن إندماج القائد مع جنوده في تفاصيل حياتهم اليومية يساهم في رفع الروح المعنوية أثناء تنفيذ المهام… تعودنا أن نقضي مع النقيب محمد معظم وقته، لاسيما أن التعاون والتآلف في أرض المعركة قد أتاح السيطرة على كثير من المناطق في ريف اللاذقية".
تلة الزيارة
بينما يتحضر المقاتلون في الدفاع الوطني للقيام بعملية عسكرية على مقربة من سلمى في ريف اللاذقية الشمالي، ينادي الضابط في الجيش السوري محمد الجنود، قائلاً ، "يا شباب إذا استشهدت في تله الزيارة، ستكملون الطريق كما عرفتكم"… ليقاطعه أحد المقاتلين ممازحاً، "يا سيدي لم يبقى للسيطرة على سلمى سوى القليل".
ويمضي بعدها محمد إلى تنفيذ المهمة ويتقدم عبر مجموعات صغيرة للسيطرة على تلة الزيارة الوعرة والقريبة من سلمى، ويشتبك مع عدد من المسلحين، ويتلقى رصاصة في الصدر أدت لمقتله على الفور، ويصر الجميع على التقدم وهم ينادون "كرمال النقيب ياشباب"… ليتمكن المقاتلون من السيطرة على التلة، بعد أن أقسموا بتحريرها أمام محمد، الذي ارتقى شهيداً.