سبوتنيك: ما هو ما سبب استضافة الرياض لمؤتمر يجمع أطياف المعارضة السورية؟
منجونة: كما تعرف أن الرياض طرحت نفسها كفاعل في الساحة العربية والسورية، وبالأخص محاولة أخذ الساحة إلى المخطط أو الرؤية أو البرنامج أو الخريطة التي تراها مجموعة "الحلف الغربي"، التي تشكلت عقب معارك عين العرب وبعدها اليمن، وبالتالي المقصود من المؤتمر إظهار أن السعودية لها ثقلها السياسي، وأنها قادرة على جمع كل أطياف المعارضة.
سبوتنيك: هل يمكن أن تعمل السعودية على توحيد المعارضة في جبهة ضد الإرهابيين؟
منجونة: السعودية تتخذ موقف، وخاصة على لسان وزير خارجيتها، بأن لها موقف من (الرئيس) الأسد، وأن أمامه القبول بحل سياسي أو تنحيته عسكريا… وهذا الموقف السعودي المتكرر مرات عديدة في كل المؤتمرات… فهم يتمسكون بهذا الطرح ولا يقبلون بأي تغيير في هذه المسألة الحيوية، وبالتالي السعودية تريد أن تبرهن، إذا ما حققت نجاحا، بأنها قادرة في حركة الأحداث السياسية وفي الساحة السورية، وحتى حركة المسلحين… وهكذا تريد أن تصل لنقطة أننا هناك وأنني (السعودية) في داخل المعركة وقادرة على تنفيذ الأجندة التي يتم الاتفاق عليها.
سبوتنيك: هل يمكن للسعودية أن تنجح في فك الارتباط بين المعارضة والتنظيمات الإرهابية؟
منجونة: بعض الأطراف المسلحة ستحضر وستساهم في المؤتمر، وستعرض قراءتها ورؤيتها، وإلى أين تتجه الأحداث؟… وفي تصوري فإن المسلحين لن يكون إقناعهم بأن الخط الذي تسعى عليه السعودية تسويته بالمؤتمر… فالمؤتمر الذي يعقد في الرياض يضم مختلف الأطياف السياسية والتجمعات التي لها موقف ضد (الرئيس) بشار الأسد وتجاه توجهاته… وأقول إن كل ما تهدف إليه السعودية هو محاولة تأطير المعارضة بأطر مشتركة مع الجميع، لتخرج نتيجة أنها قادرة على الفعل في سوريا، وليس من السهولة أن يتحقق… ولو راجعت الأسماء التي اعتذرت، ومن ضمنها أنا… تستطيع أن تتوصل لهذا الموضوع.
سبوتنيك: ما هو سبب عدم مشاركتك في مؤتمر المعارضة السورية بالرياض؟
منجونة: أولاً السعودية توجهاتها معروفة، وبالتالي فإن ما تريده من المؤتمر معروف… وليس هناك نية جدية لحل سياسي جديد، وحتى يتأكد الإنسان من ذلك، أرجو متابعة القنوات المدعومة من السعودية والقطرية والتركية… هل يعني أن تدعو السعودية لمؤتمر بأنها على استعداد أن تسمع لكل الحاضرين توجهاتهم؟ وأن يعملوا على الوصول بكل التوجهات من خلال المؤتمر الذي مدته 3 أيام وبمشاركة 102 من الأشخاص؟… أعتبر الأمر نوع من المحاولة لتقديم السعودية لذاتها بأنها فاعلة في الساحة السياسية في سوريا.
سبوتنيك: هل السعودية هي من تقرر رحيل نظام سياسي محدد، أم أن الشعب السوري هو من يقرر؟
منجونة: هذا السؤال يجب أن يوجه إلى السعودية… حينما يتحدث الجبير، وزير الخارجية (السعودي)، بأنه إذا لم يقبل (الرئيس) الأسد بالحل السياسي، سيتم اللجوء للحل العسكري… يسأل عنه… من أنت فيما يتعلق بوضع السعودية لتقرر عن النظام والشعب السعودي، رغم ما فيه من مساوئ، بأنه يجب أن يزول أو أن يبقى… الأمر يعود للشعب السوري الذي يقرر في لحظة معينة، وتحت مظلة الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين المحايدين الحقيقيين… هؤلاء الناس هم الذين يقررون من يحكم بلدهم…أما أن يأتي الآخر ليقول إنه لابد أن يرحل، كما قالت هيلاري كلينتون بأن (الرئيس) الأسد لم يتمتع بمشروعية وأيامه معدودات… وهو ما أكد عليه (الرئيس) أوباما، ومنذ 5 سنوات لم نجد من هذا الأمر شيئاً…ما نقوله إن الشعب في أي بلد هو صاحب وسيد القرار… وهو من يقرر ما يشاء، تحت مساحة كبيرة من الرقابة والمتابعة الدقيقة والمحايدة.
(أجرى الحوار: أحمد البنك)