القاهرة — سبوتنيك
قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية والدولية محمد رشاد إن الضربات العسكرية الأخيرة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد معسكر للجيش السوري كشفت أن الغرب لا يخوض معركة حقيقية ضد تنظيم "داعش".
وأوضح رشاد في تعليق لوكالة "سبوتنيك" أن "الغرب يعي جيداً أن أي هزيمة لداعش تعني استعادة نفوذ الدولة السورية، باقي فصائل المعارضة غير قادرة عسكرياً أو لوجستياً على الحيلولة دون ذلك. ولهذا فإن المعضلة الحقيقية بالنسبة لهم هي هذه المعادلة، وحتى وقت حلها بالنسبة لهم لا أتصور أن تكون المساعي الغربية لمواجهة داعش حقيقية جداً".
وكانت وزارة الخارجية السورية قد أعلنت أن 4 طائرات للتحالف الدولي أطلقت الأحد الماضي 9 صواريخ على أحد المواقع قرب دير الزور في شمال شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، وإصابة 13 آخرين بجراح.
وأرسلت وزارة الخارجية السورية مذكرة احتجاج للأمين العام على خلفية الحادث، وكذلك إلى مجلس الأمن الدولي.
إلى ذلك، تحدث الباحث السياسي محمود مرزوق لوكالة سبوتنيك، قائلاً إن "المشهد الميداني في سوريا يوضح أمراً واحداً بالنسبة للغرب، إنها قاعدة (أحرق أرض الآخرين) باختصار الغرب والولايات المتحدة يرون أن تكلفة إنهاء الحرب الأهلية المستعرة في سوريا ستكون باهظة بالنسبة لهم، أقل ثمن قد يدفعوه هو تقديم الدعم غير المباشر للقوات الحكومية، لوجستيا هي القوات الوحيدة القادرة على ملئ الفراغ الذي قد تخلفة هزيمة داعش".
وأضاف مرزوق، أن "الغرب حتى اللحظة لا يريد الاضطرار لذلك (دعم القوات الحكومية)، ويخوض المواجهة المزعومة مع داعش بهدف الإبقاء على الحرب دائرة على أسس وقواعد ترضيه. كل هذه القواعد تتمحور على الحفاظ على أمن الحلفاء، أيضا إحكام الحصار على شبكات المقاتلين الأجانب بما يضمن مراقبتهم حال رجعوهم إلى بلادهم الأصلية خاصة الأوروبيين منهم، وأخيرا الحفاظ على المصالح الاقتصادية لتلك الدول دون مساس، وهنا نتحدث عن إنتاج النفط واستمرار حركة التجارة العالمية".