زمن الإمبراطورية العثمانية يجعل أردوغان يحلم بالعودة إلى غزو الأراضي وإعادة الأراضي التركية السابقة، كل هذا أدى إلى تدمير الصداقة الطويلة الأمد بين الرئيسين التركي والسوري.
من زمن ليس بالبعيد جدا كانت عائلة الأسد وعائلة أردوغان تقضيان العطل مع بعضهما البعض.
ولكن حدث أمر ما، كيف تشاجر رجب طيب أردوغان مع بشار الأسد؟ "الربيع العربي" عام 2011 وقف بينهما. ضحى أردوغان بصديقه لكي يكون الزعيم الوحيد في المنطقة.
إن كان أردوغان في وقت سابق يجلس مع الأسد على شرفة فندق فاخر ويتناول معه الحلوى ويشربان العصير، الأن الرئيس التركي يفكر فقط كيف يزعج حليفه السابق. سابقا الإجازة كانت مشتركة، ولكن الآن برأي أردوغان حان وقت راحة الأسد بنفسه، وقد طلب أردوغان من واشنطن علنا إزالة الحليف السابق له. ووصف أردوغان الأسد بالجثة السياسية التي يمكن أن يمشي عليها باطمئنان.
ويعتقد الخبراء أن أردوغان بدأ يتعدى كل الحدود وهو على وشك توسيع حدود تركيا ويجعل منها إمبراطورية عثمانية، وقد أطلق الخبراء على سياسة أردوغان الخارجية اسم "العثمانية الجديدة"، ففي عهد سليمان احتل الأتراك أسيا الصغرى والشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية وجزء كبير من أوروبا- نصف العالم تقريبا (ربما أردوغان يريد أن يكون مثله).
وتذكرنا صحيفة "غارديان" كيف قبل 12 عاما أعلن مسؤول تركي رفيع المستوى أن تركيا لا تشبع: "نحن نعلم أنه ليس بإمكاننا إعادة جميع الأراضي التي كانت تنتمي إلى الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1917، ولكن من الخطأ أن نعتقد أننا راضون عن الحدود التي فرضت علينا من قبل الدول المنتصرة (بريطانيا وفرنسا) في نهاية الحرب العالمية الأولى. تركيا ستجد وسيلة لإعادة حدودها الحقيقية في الجنوب (الخط يمتد من مدينة الموصل في العراق إلى حمص في سوريا)".
أظهر أردوغان الوجه الحقيقي، اتجه نحو الغرب. ولكن هدفه لم يتحقق بعد: فشل في إسقاط الأسد، الذي تحول من صديق إلى عدو لدود، كان لديه حليف حقيقي — موسكو. ولكن نجاح العملية العسكرية الروسية في سوريا أثار قلق أردوغان. والنتيجة — أسقط القاذفة الروسية، وأغضب حتى حلف شمال الأطلسي — في دعمه العلني للإرهابيين. ولم يبق له جيران- حلفاء منذ زمن. ويبدو أن إعادة رسم خريطة العالم بحسب خطة أردوغان لم تنجح.