خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي تستمر فعالياته على مدار يومين، طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أياد مدني، المجتمع الدولي بأن يتحمل مسئولياته بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد ما يتعرض له من عدوان غير مسبوق، وجرائم يومية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، محذراً من أن سلامة الأماكن المقدسة في مدينة القدس وحرمتها يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن واستقرار المنطقة، وأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية من شأنه توسيع دائرة النزاع إلى بُعد ديني، تتحمل إسرائيل وحدها المسؤولية عن تداعياتها.
ومن جانبه، حمل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسئولية تحويل الصراع السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين كافة، وأوضح خلال تصريحات صحفية عقب الجلسة الافتتاحية أن المسألة سياسية، كانت محصورة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما كان الآخرون يقدمون الدعم عن بعد… ولكن بعد فتح الباب على مصراعيه، عبر تحويل الصراع إلى صراع ديني، فإن ذلك يستدعي المسلمين كافة إلى المواجهة، لأنه سيصبح نزاعا دينيا بين المسلمين واليهود، وليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب" ، مشددا على أن إسرائيل هي من تتحمل مسؤولية هذا الصراع".
وفي سياق متصل، أدان بيان وزارة الخارجية الفلسطينية الحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية بمشاركة المنظمات اليهودية المتطرفة ضد القدس ومقدساتها، وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف، بهدف تهويد القدس بشكل كامل وسرقتها من الشعب الفلسطيني، بما فيها المسجد الأقصى المبارك.
وأشار البيان إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الأوضاع الراهنة السائدة في المنطقة العربية والإقليم، وانشغال الدول والعالم بها، لتصعيد عملياتها والإسراع في تنفيذ مخططاتها ضد الحرم القدسي الشريف، حيث نشهد في الآونة الأخيرة انتظاماً في الاقتحامات لتكريس التقسيم الزماني للمسجد، وتسريعاً لإجراءات تحديد مكان بعينه لصلاة اليهود في باحاته، على طريق تقسيمه مكانياً، وازدياداً في الدعوات وعمليات الحشد لهذه الاقتحامات، بمشاركة أعداد كبيرة من اليهود المتطرفين.
وجددت وزارة الخارجية تحذيراتها للعرب والمسلمين والعالم من مخاطر وتداعيات السياسة الإسرائيلية الرسمية ضد القدس والمقدسات عامة، وضد الحرم القدسي الشريف خاصة. وذكر البيان "أن الوزارة تتابع باهتمام بالغ وبشكل يومي تطورات الحرب الإسرائيلية الشرسة على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتجدد مطالبتها للعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بضرورة الاستنفار والتصدي لهذا المخطط الإجرامي الاحتلالي قبل فوات الأوان، الذي سيؤدي إلى إشعال الحرب الدينية في المنطقة، الأمر الذي يهدد منجزات الأمتين العربية والإسلامية وحضارتهما، ويكرس الاحتلال في فلسطين، ويهدد الأمن والاستقرار الدوليين".