سبوتنيك: أولاً… كيف تقرأون الوضع في قطاع غزة، وهل سنشهد بوادر مصالحة داخلية؟
مزهر: إسرائيل تتحمل المسئولية الأولى عن معاناة وآلام الشعب بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، لكن الانقسام أثّر بشكل كبير وزاد من المعاناة، ورغم التوقيع على اتفاقيات المصالحة أكثر من مرة، لكننا ما زلنا نراوح في ذات المكان دون أي تقدم يذكر، وحتى بعد تشكل حكومة وفاق وطني، لكن هذه الحكومة ما زال أمامها الكثير من العقبات التي تحول دون أن تقوم بمسئولياتها ومهامها.
سبوتنيك: أين يكمن دور الفصائل الفلسطينية في حل هذا النزاع الداخلي الفلسطيني؟
مزهر: نحن في الجبهة ومعنا العديد من القوى، تقدمنا بالعديد من المبادرات لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لكنها كانت تصطدم بأصحاب المصالح في كلا الطرفين المنقسمين، وهناك حسابات حزبية وفئوية وتدخلات على المستوى الاقليمي تحول دون إتمام المصالحة، والآن نحن بصدد الإعلان عن مبادرة معالجة قضية معبر رفح البري.
سبوتنيك: بعد اتفاق الفصائل على مبادرة لحل أزمة معبر رفح، هل تم عرضها على "حماس" وحكومة التوافق؟
مزهر: نحن بصدد ترتيب لقاء مع حركة "حماس" لعرض أفكار المبادرة، التي حصلت على إجماع القوى دون "حماس" و"فتح" حتى اللحظة، بحيث تكون المسئولية لحكومة التوافق الوطني، مع وجود العديد من التفاصيل التي تحتاج للنقاش مع الطرفين من أجل الوصول إلى حل لأزمة معبر رفح والتخفيف عن المواطنين في قطاع غزة في مسألة التنقل والسفر، وهناك آمال كبيرة للموافقة على هذه المبادرة.
سبوتنيك: ما هو دور الفصائل الفلسطينية في حل أزمة الكهرباء والأزمات الاجتماعية في القطاع؟
مزهر: جرى تشكيل لجنة وطنية من أجل معالجة أزمة الكهرباء والأزمات الاجتماعية من عدد من الفصائل، مع تقديم العديد من الطروحات سواء بتدفق الأموال لمحطة توليد الكهرباء لحكومة الوفاق في رام الله من أجل توفير الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة، وإعفاء السولار المورد من ضريبة الـ "البلو"، أو تزويد القطاع بالكهرباء من الخط مع الجانب الإسرائيلي، وهذا الأمر بحاجة لضمانات من حكومة التوافق الوطني ولا يمكن أن يتحقق دون إجماع واتفاق وطني.
سبوتنيك" تزامناً مع ذكرى انطلاقة "الجبهة الشعبية" الـ 48، ما هي رسالتكم التي تودون إيصالها؟
مزهر: نحن في الجبهة الشعبية قدمنا وما زلنا نقدم قوافل من الشهداء خلال سنوات الانتفاضة، وما زلنا ندعو إلى الاشتباك مع الاحتلال على الأماكن الحدودية، مع ضرورة وحدة الوطن والمصير وبقاء البوصلة موجهة للاحتلال، والجبهة الشعبية ستبقى ذات إرادة لا تنكسر ووفية للمبادئ السامية وهويتها الاستراتيجية والخط السياسي الذي تمثله.
سبوتنيك: أخيراً… برأيكم هل ستأخذ الانتفاضة الشعبية الفلسطينية منحى تصاعدي؟
مزهر: انتفاضة القدس جسدت وحدة الإرادة والدم، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد التهميش المتعمد لها، حيث جعلت قادة العالم يهرولون لحماية دولة الاحتلال، والمظاهر العفوية للانتفاضة أعطتها مساحة حرة للاستمرارية والتحليق بعيداً وعالياً عن كل سياسات الانقسام، كما كشفت الجانب الإبداعي الذي استمد قوته، من كونه أسلوب نضالي كفاحي جديد فرض إرادة شعبنا على قيادته.
(أجرى الحوار: هشام محمد)