تدريبات خاصة
وأفاد مصدر خاص، لـ"سبوتنيك"، السبت، أن بعض القادة الميدانيين في الجيش السوري والدفاع الوطني يدرسون محاكاة الواقع في جميع المنافذ والطرق المؤدية إلى اقتحام مدينة سلمى، نظراً لتداخل الأبنية السكنية مع الطبيعة الجبلية الصعبة الحيطة بها.
و تعتبر سلمى التجمع السكني الأكبر في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة في ريف اللاذقية، علماً أن مئات الكتل الإسمنتية المشيدة حديثاً وعشرات الطرق الفرعية الواصلة إلى القرى المجاورة تجعل من المعارك المرتقبة تبدو كحرب شوارع، قد تكون طويلة الأمد، وهذا مادفع وحدات من النخبة في الدفاع الوطني، لتكثيف تدريباتها التي تحاكي الأبنية الملاصقة والطبيعة المعقدة.
وقال أحد القادة الميدانيين في الدفاع الوطني، في لقاء مع "سبوتنيك"، إن وحدات الاقتحام لعبت خلال السنوات الماضية دوراً كبيراً في تحرير القرى والمناطق… الخبرة الميدانية لمقاتلي الدفاع الوطني، الذين يعملون إلى جانب الجيش السوري، جعلتهم أكثر إدراكاً لطبيعة التنظيمات المسلحة، إضافة لخبرتهم في دخول مناطق قد تحتوي على أبنية سكنية متداخلة.
وأضاف القائد الميداني، "يعلم المسلحون جيداً المهارات القتالية التي تمتلكها وحدات الاقتحام، وخاصة بعد تحرير عدد من قرى صلنفة، التي شهدت مواجهات عنيفة وأدت لدحر المسلحين بعد القضاء على أعداد كبيرة منهم في وقت قصير… مايجري حالياً هو تكثيف التدريبات بالذخيرة الحية… هكذا نوع من المعارك يعتبر محاكاة الواقع، لوجود منازل وشوارع هو في صلب تدريبات المقاتلين المدعومين بفرق هندسة تسعى تأمين دخول المقاتلين بسلام، وتمنع الوقوع في مصيدة العبوات الناسفة والتفخيخ الهندسي.
الخريطة الميدانية
جاءت التغيرات الميدانية كما تريد القيادة العسكرية في سوريا، وخلافاً لطموحات المسلحين، حيث يسير الجيش السوري بثبات، بعد أن أنجزت وحداته معظم المهمة الموكلة إليها، شرقاً في تلال جب الأحمر المشرفة على سهل الغاب وقرى جبل الأكراد.
وفي المحور الأوسط من ريف اللاذقية يبدو المشهد أكثر وضوحاً، بعد أن سيطر الجيش السوري على جبل النوبة الإستراتيجي، والذي يخترق مواقع المسلحين في العمق، ويمهد للجيش السوري المزيد من التقدم والسيطرة.
كما يمنحه القدرة على قطع الطرق بين ربيعة وسلمى، التي ستشهد عمليات كبرى خلال الأيام القليلة القادمة.
فيما يعتبر تأمين الطريق الواصل إلى الحدود التركية، أهم الإنجازات التي حققها الجيش السوري في الشمال، بعد أن سيطرت وحداته على عدد من التلال والجبال الإستراتجية، والتي ساعدت على الدخول أكثر في العمق المسلح وأمنت طريق قسطل المعاف الذي أغلق منذ أكثر من سنتين، إثر الاشتباكات المستمرة مع الجماعات المسحة.
بينما أنهكت الطلعات الليلية للطيران الحربي الروسي المسلحين في ريف اللاذقية، بعد أن اعتادوا في السنوات السابقة على التحرك ليلاً بهدف نقل الإمدادات والمقاتلين.