وارتفعت وتيرة الاشتباكات وحدتها، في أواخر أيام السنة الماضية، بين قوات الجيش السوري وعناصر"جبهة النصرة" في الريف الغربي لمدينة السلمية، حيث حققت مدفعية الجيش عشرات الضربات الناجحة، ما أدى لخسائر فادحة في صفوف المسلحين، الذين دمرت بعض المقرات فوق رؤوسهم.
ورد المسلحون بإطلاق عشرات الصواريخ على القرى، التي يعتبر سكانها موالين للحكومة السورية، مثل تل الدرة وخنيفيس والكافات، والتي سقط من أهلها ضحايا نتيجة الاعتداء عليهم.
وقال مصدر ميداني من السلمية، لـ"سبوتنيك"، "إن عناصر الجيش السوري وقواته الرديفة فتحت جبهة قتال واسعة في قرى محور نهر العاصي لمد رقعة السيطرة الميدانية على عشرات الكيلومترات في ريف السلمية الغربي، وصولاً إلى أرياف حماة الجنوبية".
وأضاف، "بعد اعتداء المسلحين على قرى تل الدرة وخنيفيس، المحاذيتين لمدينة السلمية، والتي راح ضحيتها 6 قتلى وعشرات الإصابات، بعد أن كانت الدولة تتجنب التعرض لهم لوعود المسلحين لها بعدم تنفيذ أي اعتداء، قامت عناصر مشاة الجيش وقوات الدفاع الوطني بإطلاق حملة واسعة واستراتيجية على القرى المحتلة من قبل جبهة "النصرة"، وخصوصا أماكن إطلاق الهاون القريبة من القرى الآنفة الذكر".
وبدأت الحملة، صباح الجمعة، وتمكنت قوات الجيش من تحرير قرية الرملية الاستراتيجية، التي تبعد أقل من 13 كم غرب مدينة السلمية، والتي كانت مصدر إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على قرى تل الدرة والكافات.
وتحدث المصدر عن تكبيد مسلحي "النصرة" خسائر بشرية، وتدمير عدة آليات ثقيلة ومتوسطة لهم، وتفكيك وحدات الهندسة التابعة للجيش عشرات الألغام والعبوات الناسفة التي كانت السلاح الوحيد وغير المجدي، الذي يتبعه عناصر "النصرة"، حيث فر العشرات منهم إلى القرى البعيدة عن جبهات الاشتباك.
ولا تزال عملية التقدم مستمرة، حتى الآن، في الريف الغربي لمدينة السلمية، لضمان تثبيت نقاط متقدمة.
وأكد مصدر ميداني، لـ"سبوتنيك"، "أنه وبعد العملية الواسعة التي قام بها الجيش وتحريره لعشرات الكيلومترات والقرى الاستراتيجية في محيط نهر العاصي، قُطع آخر وريد إمداد للمسلحين في مدن الرستن وتلبيسة (معقل الجبهة الإسلامية) و"جبهة النصرة" في ريف حمص الشمالي.
وقال، "إن طرق قرى جنان والقنطرة والرملية كانت أحد أهم وآخر شريان للإمداد بالأسلحة والذخائر لمسلحي "النصرة" في الريف الغربي لمدينة السلمية والمحاذي للريف الشمالي لحمص، والتي تتواجد فيها بؤر للمسلحين في قرى دلاك وعيدون وتول الحمر، وصولاً إلى الرستن".
وأوضح أنه "بذلك تكون مدينة الرستن بمسلحيها قد حوصرت من جميع جهات الإمداد الحقيقية، بانتظار حملة عسكرية موسعة للجيش فيها لفتح الطريق الدولي (دمشق-حماة-حمص)".