تمر الدول والأمم عبر تاريخا بأزمات مختلفة الأشكل والأسباب والأهداف ، وحتى مختلفة المنشأ ، فهناك أمم ودول عانت عبر تاريخها الطويل بمشاكل سياسية وإجتماعية وإقتصادية وثقافية ، وغير من الأزمات الأخرى التي كان لها تأثير سلبي في تقدمها وتطورها أو تأخرهما ، ومنها حسب المعادلة الشاذة في الحياة كانت سبباً في وعيها ونهضتها بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعنه في كافة المجالات وعلى كافة الصعد.
أما المشهد السوري برمته أو الأزمة السورية لم تكن أزمة عادية أبداً ، ولم يذكر التاريخ أن حدث لدولة من الدول ماحدث لسورية ، فسورية لم تعاني من أزمة منفردة أو مزدوجة أو حتى أزمة جماعية ، وأنما أزمة تاريخية كان لها بعض المسببات الداخلية والتي نشأت وتطورت بسبب الضغوط والظروف الإقليمية المحيطة بها والتي كان لها علاقة مباشرة بها برضاها أو عدم رضاها ، سورية منذ استقلالها لم تعش عاماً هانئاً واحداً وكانت الدولة الأولى في المنطقة التي قفت في موجهة جميع المخططات والخطط التي أرادت الدول الراعية لها النيل من سورية ، حتى عام 2011 ومع بداية مايسمى بالربيع العربي الذي امتد الى دول كثيرة في المنطقة حتى وصلت الى سورية ، ومنذ 15.03.2015 واعلان مايسمى بالثورة دخلت سورية في مواجهات عنيفة للدفاع عن سيادتها على الصعيد الداخلي والخارجي ، وبدأت المجموعات الإرهابية المسلحة تدخل سورية من كل حدب وصوب ، هذا عدا عن الهجمة الإعلامية الشرسة ضد سورية وقيادتها ، والحصار الإقتصادي ، ومنع المساعدات عن الشعب السوري ، ومحاولات اسقاط الليرة السورية ، والتضييق والخناق في كل مناحي الحياة من قبل الدول الراعية لمايسمى بالثورة ، يعني دخلت سورية في كتلة هائلة من الأزمات التي لا يمكن أن تتحملها اي دولة في العالم وعلى مدى خمس سنوات متتاية من الاستنزاف في مختلف مجالات الحياة ، ومع ذلك صمدت سورية حتى اللحظة واستطاعت أت تعيد البوصلة العالمية الى الوجهة الصحيحة بدعم الحلفاء وصمود الشعب وقوة الجيش الى حد كبير.
وبالطبع هناك عوامل عديدة كان لها الدور الكبير في هذا الصمود \لسورية والشعب السوري وقيادته ، وكنا قد تحدثنا عن جوانب كثيرة منها وفي مجالات مختلفة ، لكن اليوم سوف نتحدص عن جانب أو بالأحرى عنصر هام ورئيس من عناصر صمود سورية هو الشباب ، الذي كان محور الهدف لتسعير الازمة في سورية وجره الى المتاهة ضد خط الوطن ، فكانت المفاجأة أن الشباب الذي أراده أعداء سورية الطعم لتفتيت سورية ، كان الحصن الحصين الذي حماها رغم كل الظروف ، اذا ماهو أثر الشباب اسوري في الأزمة والى أي مدى تأثر بالأزمة ؟ وماهو الدور المنوط به في المرحلة القادمة ؟
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.