التطورات الحالية التي تعصف بالمنطقة ، والخلافات والتجاذبات السياسية والعسكرية التي تلفها في هذه الايام ، من الواضح أنها تؤثر تأثيراً سلبياً كبير على سبل حل الازمة في سورية وفق المخطط الذي جرى او يجري الحديث عنه في اروقة المحافل الدولية ، ومن خلال التصريحات التي تصدر عن المجتمع الدولي ككل وعن الولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية التي يشملها مايسمى بالتحالف الدولي لموجهة تنظيم "داعش الإرهابي " وغير من المنظمات والمجموعات الإرهابية المسلحة التي تعمل على الأرض السورية ، وليس السورية فحسب بل في العراق ومصر ولبنان واليمن ، والتي تزداد حدة أعمالها يوماً عن يوم على مرأى المجتمع الدولي وخاصة المنظمتين المعنيتين بتنظيم العلاقات بين الدول وتحقيق الأن والإستقرار وهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لهذه المنظمة ، التي أكثر مايمكن أن تقوم به في الظروف الراهنة هو التعبير عن القلق الدائم ، في الوقت الذي تستعر فيه العمليات العسكرية والقتال الشرس بين الجيش لعربي السوري والمجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من الجغرافيا السورية وبالتوازي مع كل هذه التطورات نرى ان اللاعب الأساسي في تسعير هذه الأزمات الا وهي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي لم تتخذ اصلاً أي جراء لقطع الطريق على تحركات وعمل المجموعات الإرهابية ، ودعمها سياسياً ولوجستياً وعسكرياً بالرغم من إتخاذ قرارين هامين بالإجماع لصالح حل الأزمة السورية أولاهما القرار 22453 الخاص بتجفيف منابع الإرهاب ومكافحة المنظمات الإرهابية الداعمة له ، والقرار رقم 2254 الخاص بتحديد خطة خارطة طريق لبدء العملية السياسية في سورية خلال الفترة القادمة والتي من المفترض أن تكون بدأت مع بداية عام 2017 على الأقل من ناحية إنهاء المشاورات الخاصة بهذا الشأن.
ومن هنا فإننا نرى التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية الجديدة والتي تضمن الحديث عن أنه لاتوجد مدة محدد لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد ن وأنها ترغب في رؤية حكومة سورية من صنع الشعب السوري ، وأهمية الحفاظ على الجيش السوري كقوة تحمي البلاد ، أمر يثير الإستغراب وهي التي لم تطبق اي قانون أو قرار يضمن ذلك لا بل على العكس فإنها كانت رأس الحربة في تدمير هذه العناصر الرئيسية الثلاثة التي تضمن حماية البلاد والسير في العملية السياسية نحو النجاح…اذا مالذي تنتظره المنطقة في المرحلة القادمة ؟ ومالذي تخطط له الولايات المتحدة ؟
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.