وفي إطار الإجراءات التأمينية لضمان أمن وسلامة عبور السفن والسيارات والمواطنين، فإن التشغيل المرحلي لجسر "السلام" سوف يستوعب مرور حتى 3000 سيارة يوميا.
وفي هذا السياق كان لمراسل "سبوتنيك" هذا الحوار مع مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، العميد خالد عكاشة.
سبوتنيك: ماذا يعني قرار إعادة تشغيل كوبري السلام من الناحية الأمنية في ضوء المعارك التي تخوضها أجهزة الأمن مع الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء؟
خالد عكاشة: قرار تشغيل كوبري السلام في الاتجاهين من شبه جزيرة سيناء إلى محافظات القناة وبالعكس، يعطي إشارة إيجابية على أن الأوضاع في سيناء أصبحت تحت سيطرة قوات الأمن المصرية بنسبة كبيرة جداً، وأن الوضع اختلف مما كان عليه خلال العامين الماضيين، وأن عمليات "حق الشهيد" التي تقودها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الشرطة، وضعت الخريطة الأمنية في سيناء في موضع أكثر أمنا واستقراراً وعودة الوضع إلى طبيعته في ضوء سيطرة وقدرات أجهزة الأمن ومؤسسات الدولة المختلفة.
القيادة المصرية تتمسك بتسيير حركة التدفق من وإلى سيناء للسكان والمستثمرين وكل الراغبين بالتنقل بعيداً عن أي تعقيدات أمنية، خاصة وأن إعادة تشغيل جسر "السلام" يعكس هذه الحقيقة، وأن الإجراءات التي كانت في السابق كانت تهدف إلى الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وإلى محاربة ومجابهة العناصر الإرهابية المسلحة، حتى بات الوضع مستقرا بصورة تدفع إلى تشجيع الاستثمار والعمل والإقامة في شبه جزيرة سيناء.
طال انتظاره واليوم المنطقة وصلت إلى محطة آمنة ومهمة في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة.
سبوتنيك: ما هو البعد الاقتصادي لعودة حركة المرور على جسر السلام؟
خالد عكاشة: جسر السلام هو أحد المشروعات الكبيرة وأحد جسور الربط المهمة في قلب تنمية إقليم قناة السويس، وأن نتائج جهود التنمية في الإقليم لم يكن تظهر من دون إعادة تشغيل الجسر العملاق، والذي يكفل حرية الحركة على مدار اليوم لكل الأنشطة المختلفة خاصة الاستثمارية المزمع إنشاؤها في المنطقة. البعد الاقتصادي كبير وغير محدود وله تأثير إيجابي على حركة التجارة في المنطقة التي ظلت لوقت طويل رهينة العمليات الإرهابية.
شرق التفريعة والجزء الآخر من تنمية قناة السويس في حاجة إلى بنية تحتية تساهم في تنمية المنطقة، ويعتبر جسر السلام أحد ابرز هذه المشروعات إلى جانب الأنفاق الأخرى التي ستعبر قناة السويس، ويجري العمل عليها في المنطقة يجعل الارتباط بين شطري القناة متواصل بانتظام بما يساهم في تحقيق التنمية المنشودة في شبه جزيرة سيناءـ من شأنه تسهيل تحقيق طموحات إنشاء المشروعات الاقتصادية الكبيرة.
سبوتنيك: ما هي دلالة القرار مع اقتراب إحياء ذكرى 25 يناير؟
خالد عكاشة: الدولة المصرية تنظر إلى ذكرى 25 يناير على أنها ذكرى احتفالية للثورة المصرية الأولى ولا تلتفت كثيراً إلى دعوات النزول للشوارع لارتكاب أعمال عنف وشغب أو محاولة ارتكاب أعمال إرهابية، وأن هذا الملف متروك للأجهزة الأمنية تتعامل معه بالجدية اللازمة وبالخطط الأمنية التي استطاعت أن تنجح في الخروج بهذه الذكرى طول الأعوام الماضية بشكل ناجح مع تكرار التهديد في كل عام.
على المستويين الشعبي والرسمي يتم التعامل مع ذكرى 25 يناير في أجواء احتفالية، وأن إعادة تشغيل جسر السلام هو بمثابة هدية القيادة المصرية لأهالي سيناء والعاملين هناك وإعادة تدفق الحركة على الجسر ويعكس انفراجة أمنية للوضع في المنطقة.
أجرى الحوار أشرف كمال