تركت عملها الخاص من أجل سوريا
سليفيا كوري تركت عملها الخاص والتحقت بكتيبة مسيحية سريانية ينتشر عناصرها على عدد من خطوط القتال ضد "داعش" في محافظة الحسكة بشمال غرب سوريا.
وقالت سليفيا (40 عاماً)، لـ"سبوتنيك"، "حبي لوطني دفعني إلى ترك أطفالي الصغار في منزل أهلي، لكي أقف مع أبناء محافظتنا لندافع عنها، فالعصابات الإرهابية المسلحة لم ترحم طفل أو إمرأة أو كبير السن… همهم الوحيد القتل والتدمير والنهب وسفك دماء الأبرياء واغتصاب النساء".
وتابعت، "شعوري مزيج بين الفرح والحزن… الوضع ليس جيد… واشتياقي لأطفالي يؤلمني كثيراً، أدعو الله أن يعود الأمان لبلدنا، وهذه هي أمنيتي الوحيدة… أريد أن يكبر أطفالي في بلد يعمه الأمان والسلام والحب والتسامح".
لا نخاف من الموت
أما سحر بهنية (26 عاماً) فاعتبرت مقتل زوجها على يد العصابات الإرهابية المسلحة سبباً في قرار الالتحاق بكتيبة "قوات حماية النساء".
وشجعت جميع الفتيات للالتحاق وحمل السلاح والدفاع عن الوطن، سواء كن مسيحيات أو مسلمات.
وقالت، "علينا أن لا نخاف من الموت، أو من ما يروى من قصص وحكايات عن داعش وجبهة النصرة وغيرها من العصابات المسلحة… على الفتيات السوريات أن يتحلين بالقوة والشجاعة".
وأن يكن مثل الرجال.
البسمة تبقى مرافقة لهن
أما رانيا بطرس (19 عاماً)، فأوضحت أن زوجها اعترض، في بداية الأمر، على فكرة الانضمام إلى صفوف المقاتلات ضد تنظيمات "داعش"، ولكن وبعد النقاش وافق على ذلك".
وقالت، "عملنا صعب، ولكن حب الوطن والدفاع عنه ينسينا التعب وصوت الرصاص".
وأكدت أن البسمة تبقى مرافقة لهن، رغم رائحة الدم وشبح الموت على أرض المعركة، حيث تنحصر المهمة على حماية القرى والمناطق ذات الغالبية المسيحية في محافظة الحسكة.
تدريبات يومية
هناء شيرو (30 سنة)، هي إحدى المقاتلات الكرديات، تحدثت، لـ"سبوتنيك"، عن نشاطاتها اليومية، موضحة، "تخضع المقاتلات، قبل انضمامهن إلى وحدات حماية الشعب، لتدريبات عسكرية ورياضية وأكاديمية، تبدأ صباح كل يوم بحصة رياضية هدفها تقوية البنية الجسدية للمقاتلات، مروراً بتمرين على كيفية استخدام السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل".
وأشارت إلى أن المواجهات بين المقاتلات الكرديات والتنظيم لا تقتصر على مدينة عين العرب "كوباني"، بل تشمل عدة جبهات تمتد من الحدود السورية العراقية قرب معبر ربيعة، إلى ريف مدينة رأس العين "سري كانية"، الواقعة على الحدود التركية السورية.
وفي منطقة أخرى من سوريا، قررت لما الحواط (29) من مدينة سلمية أن تكون إلى جانب رجال الجيش العربي السوري.
وقالت، "بعد استشهاد زوجي على جبهة قرب سلمية… أصبح همي الوحيد في أن أساعد بلدي، ضمن خبرتي ومن منطلق الثأر من الإرهابيين".
وأكدت أن خططها المستقبلية في المساعدة لدعم اسر الشهداء والجرحى ورعايتهم.
أما أم علي، والتي تجاوزت الأربعين عاماً، وهي من ريف سلمية، فقالت، منذ وصول المسلحين إلى أرياف سلمية القريبة من المدينة بات كل الشباب المقاتلين يجهزون العدة للقتال للدفاع عن أرضهم، وراح من أبناء مدينتي وضيعتي عشرات الشهداء… قررت الالتحاق مع الشباب في الدفاع عن أرضنا، وقاتلنا على عدة جبهات، وخصوصا في الريف الشرقي لمدينة السلمية".
وترغب أم علي بالاستمرار على جبهات سلمية للدفاع عن الأرض حتى القضاء على "داعش".