إعداد وتقديم نواف إبراهيم
كانت ومازالت العلاقات الروسية السورية علاقات متينة في كافة المجالات وعلى كافة الصعد. وما يشهد على هذه العلاقة التاريخ القديم منذ عهد الاتحاد السوفييتي السابق، الذي قدم الدعم الكبير بأوسع معانيه وأشكاله، وكان للاتحاد السوفييتي دور كبير في دعم سوريا سياسيا وعسكرياً وتقنياً واقتصادياً وعلمياً، وفي تأسيس البنى التحتية من طرق وجسور وغيرها من المشاريع الخدمية التي مازالت قائمة حتى الآن، وكذلك الدعم العسكري في وجه الاعتداءات التي تعرضت لها سوريا سابقا، وخاصة في وجه العدوان الإسرائيلي في مراحل مختلفة منذ نشأة هذا الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية.
والآن ورغم ظروف الحرب القاسية وبعد أن استعادت روسيا عافيتها، ومكانتها على الساحة الدولية، وبعد سنوات عديدة من البرودة في العلاقة بين البلدين، رغم أنه تخللها تعاون كبير وعلى سبيل المثال إعفاء سوريا من ديون الاتحاد السوفييتي، لم تصل إلى الحد المطلوب من التعاون في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي حصلت. الآن ومنذ بداية الأزمة يعيد التاريخ نفسه لكن في زمن جديد وظروف جديدة ونزاعات جديدة، فمنذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011، لم تتأخر روسيا في تقديم جميع أشكال الدعم للخروج من الأزمة رغم الضغوط الدولية التي تعرضت لها سوريا وروسيا أيضا جراء موقفها الداعم لسوريا، استمرت روسيا بتقديم الدعم لسوريا حتى وصل إلى الدعم العسكري والإسناد الجوي المباشر في حرب سوريا على الإرهاب الذي كاد أن يحرق البلاد عن بكرة أبيها في مرحلة متقدمة من الدعم الهائل للجماعات الإرهابية المسلحة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وكشف هذا الدعم الروسي مدى قدرة الجيش والشعب السوري على مواجهة أعتى حرب في التاريخ يمكن أن تشن على دولة، فكان الدور الكبير لهذا الدعم في استمرار صمود سوريا وإيقاف عملية الاستنزاف التي كانت تدار ضدها.
اليوم تستمر المشاورات والنقاشات وتبادل الوفود بين روسيا وسوريا في عمل دؤوب لوضع حد لسيل الدماء في سوريا، والعمل على إغلاق هذا الملف الصعب بمفاتيح روسية سورية وبقرار من الشعب السوري الذي له الحق في تقرير مصيره في المرحلة القادمة، ولمتابعة هذه التطورات بخصوص الأزمة السورية، وبخصوص العلاقة الروسية السورية، نلقي الضوء على الزيارة التي يقوم بها إلى سوريا عضو مجلس الفيدرالية الروسي، ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الفيدرالية الدكتور زياد سبسبي، لإجراء محادثات تخص تطوير هذا التعاون مع الجانب السوري، وكذلك إيصال رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد من الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف.
التفاصيل في هذا الحوار مع الدكتور زياد سبسبي