بيروت — سبوتنيك
حرّك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اليوم الاثنين، الجمود السياسي السائد في لبنان، وألقى حجراً في بحيرة الفراغ الرئاسي الراكدة، عندما أعلن ترشيح خصمه السابق رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وقال جعجع، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر اقامته في بلدة معراب (شمال بيروت) بحضور عون وقيادات من الحزبين المسيحيين الأكبر في لبنان، إن " الشغور في سدة رئاسة الجمهورية قد طال، واستحكم الفراغ، فضرب شلل شبه تام المؤسسات الدستورية كافة، ومست ارتداداته السيادة الوطنية وهددت وجود الدولة بالذات، في وقت تعيش المنطقة أكثر أيامها سوءا وتفجرا وتعقيدا".
وأضاف "لقد بتنا نعيش وضعا أمنيا هشا في لبنان، وأزمة لاجئين خانقة، ووضعا اقتصاديا متدهورا وضياعا شاملا على المستويات كافة"، مضيفاً "لقد كنا منذ اللحظة الأولى، من الحريصين على إتمام الاستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية، وشاركنا بحضور جلسات الانتخاب كافة. ورغم كل المحاولات، لم نفلح بإنهاء حال الفراغ القائمة والمستمرة حتى إشعار آخر مع ما يعنيه هذا الفراغ من آثار وتداعيات على مستقبل الوطن برمته".
وتابع "لقد بتنا على قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، فصار لا بد من عملية إنقاذ، عملية إنقاذ غير اعتيادية، حيث لا يجرؤ الآخرون، ومهما كان ثمنها، نضع فيها كل إقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات".
ومقعد الرئاسة في لبنان شاغر منذ أيار/ مايو 2014 عندما انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان وفشلت القوى السياسية في التوافق على اسم مرشح لخلافته، إذ أصرت قوى الرابع عشر من آذار على طرح اسم جعجع للرئاسة فيما تمسكت قوى الثامن من آذار بعون مرشحاً لها.
وأضاف جعجع "أعلن وبعد طول دراسة وتفكير ومناقشات ومداولات في الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، تبني القوات اللبنانية لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في خطوة تحمل الأمل بالخروج مما نحن فيه إلى وضع أكثر أمانا واستقرارا وحياة طبيعية".
وأشار جعجع إلى أن "ما عزز اقتناعنا بهذه الخطوة، هو التطور الإيجابي في العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لا سيما من خلال ورقة إعلان النوايا التي وقعت في حزيران من العام 2015، وما تضمنته مقدمة الورقة من حرص على تنقية الذاكرة والتطلع نحو مستقبل يسوده التعاون السياسي أو التنافس الشريف".
وتلا جعجع ما ورد في ورقة التفاقم بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني"، لجهة "تأكيد الإيمان بلبنان وطنا نهائيا سيدا حرا وبالعيش المشترك، وبالمبادئ التأسيسية الواردة في مقدمة الدستور، والالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف، واحترام أحكام الدستور من دون انتقائية وبعيدا من الاعتبارات السياسية والتفسيرات الخاطئة، واعتماد المبادئ السيادية في مقاربة المواضيع المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية".
وأكد جعجع أن "ورقة إعلان النوايا مع التيار تشكل نواة مهمة لبرنامج رئاسي".
ودعا جعجع "القوى الحليفة في 14 آذار وثورة الأرز، إلى تبني ترشيح عون".
من جهته، تقدم عون بالشكر إلى جعجع على تبني ترشيحه قائلاً ان "كل ما أتى على ذكره جعجع في ضميرنا وكتابنا، ونحن سنعمل عليه، سنسعى لقيام وطن نموذجي لنا ولأبنائنا وأحفادنا، وعلينا الخروج من الماضي لنستطيع بناء المستقبل، ويجب الا ننساه لكي لا يتكرر، والورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها".
وأعرب عون عن تمنيه بأن "تتم عملية الانتخاب بخير وفي حينها وسنكون غطاء لجميع اللبنانيين ولن نتعامل بكيدية مع أحد".
وأكد عون "في هذا الوطن الكل له موقعه ونتمنى الاجماع وهو شيء مستحيل ولكن لمرة واحدة لأننا نريد صيانة الوطن علينا أن نجتمع مسلمين ومسيحيين. وأتمنى لجميع اللبنانيين بعد هذا التفاهم الخير عشتم وعاش لبنان".