إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تاريخياً من المعروف أن اي ملف أو قضية دولية مستعصية تنتقل تدريجياً ن من المستوى المحلي الى المستوى الإقليمي ، ومنها الى المستوى الدولي يعني الى تحت قبة مجلس الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي مروراً بجنيف وغيرها من الدول ذات السيادة الى أن يحل هذا الملف لصالح تلك الدول التي ترعى أصلاً هذا الملف ، وقد تكون هي الأساس في خلق المشكلة ، ويأتي هذا انطلاقا مما تعودنا عليه من قبل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ، الا بعد وصوله الى فينا فيعتبر وفق العديد من المحللين أن نهاية القصة وخواتمها ، وهذا ما استطاعت إيران أن تحققه على مدى سنوات عديدة من الضغط والحصار الذي عانته من الدول الغربية ، التي أرادت لإيران أن تكون دولة صغيرة تابعة في المنطقة ولا يحق لها أن تكون لاعباً إقليمياً في أي من الملفات ، ايران صبرت وصابرت وتحدت كل الظروف والصعاب ، والحصار الذي مورس عليها من كافة النواحي طوال هذه السنين ، واستطاعت رغم كل هذه اضغوط وكل هذا الحصار أن تطور نفسها في كافة المجالات العلمية والعسكرية والتقنية والنووية ، حتى باتت الحوار معها أمراً واقعاً لامفر منه ، وكان هنا لدور التعاون الإيراني الروسي والصمود السوري مكانة كبيرة في وصول ايران الى هذه النتائج ، حيث أرادت الدول الغربية من خلال مشروع مايسمى بالربيع العربي أن تعيد ترتيب المنطقة سياسياً وجيوسياسياً وجغرافياً وحتى ديمغورافياً كما يحلو لها ويخدم مصالحها ، ولكن بقوة التعاون والتنسيق الروسي السوري الإيراني وقوى المقاومة استطاعت سورية أن تكسر هذا المخطط لما يسمى بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد أو حتى هناك من يسميه سايكس بيكو الجديدة ،لان هذه الدول أرادت أن تدمر إيران من خلال تدمير أحد أهم محاور المقاومة وهو سورية ، إذا هذا الإنتصار يحسب لمحور المقاومة ككل ، على المخطط الغربي وبدعم من دول محورية في العالم وعلى رأسها روسيا التي فهمت اللعبة منذ البداية ووضعت كافة إمكاناتها لمواجهة هذا المخطط الذي كان بدوره سيصل اليها يوماً ما وفق الخطة التي رسمها الغرب لمنع عودة روسيا الى الساحة الدولية كلاعب فاعل ، ولمحاصرتها وجعلها مقيدة وغير قادرة حتى على الحفاظ على أمنها القومي وهذا ما شهدناه من محاولات زعزعة الإستقرار في روسيا على الصعيد الداخلي ، وعلى الحدود وخاصة أوكرانيا وغيرها من دول الطوق الإسلامي المجاور.
اذا هذا الإنتصار انتصار جماعي لهذا المحور الذي أبطل مفعول سياسة القطب الواحد وفتح الباب الى طريق تشكيل عالم متعدد الأقطاب ، ولجم جميع حلفاء دول الغرب وعلى رأسهم السعودية وتركيا واسرائيل ومنعتهم حتى من التفكير بما سيجري لاحقاً ، لابل وضعتهم في مهب الريح مع التطورات التي يمكن أن تصل اليها المنطقة من اتفاق على أغلاق الملفات الساخنة بما فيها سورية بين الجبابرة والأايام القادمة كفيلة بكشف المستور .
التفاصيل مع أستاذ العلاقات الدولية والباحث السياسي الدكتور بسام أبو عبد الله