وواصل الجيش السوري عملية التقدم عبر محور ريف حماة الجنوبي المتصل بريف السلمية الغربي، بغية قطع آخر معابر الإمداد لمسلحي "جبهة النصرة" في معقلهم الأساسي بمدن تلبيسة والرستن، والتي يتجمع فيها مئات المسلحين.
عزل وحصار
وقال مصدر ميداني من السلمية، لـ"سبوتنيك"، الخميس، "بعد أن شنت قوات الجيش السوري وقواته الرديفة من الدفاع الوطني حملة واسعة في ريف السلمية الغربي، تمكنت القوات من السيطرة والتثبيت في النقاط بالعديد من القرى الهامة، مثل، جنان والقنطرة والجمالة وتقسيس والصارومية والمخرز وسريحين والرملية، وما حولها".
وأضاف، "الملفت للنظر وجود عشرات العبوات الناسفة والألغام على مساحات تلك القرى، والتي فككتها وحدات الهندسة المختصة في القوات الحكومية السورية".
وتابع، "كانت قرية الرملية المتصلة بريف حماة الجنوبي، آخر وأهم خطوط إمداد لمسلحي "جبهة النصرة" والجبهة الشامية في أرياف حمص الشمالية، وبالسيطرة عليها يكون قد انقطع آخر وريد إمداد للإرهابيين".
وأكمل، "بعدها تقدم الجيش في ريف حماة الجنوبي ليسيطر على بلدة جرجيسة، وسط تسليم عشرات المسلحين لأنفسهم لتسوية أوضاعهم والقتال بجانب قوات المشاة للجيش السوري، ليتابع التقدم في قرية "حر بنفسه"، والتي تعتبر آخر نقاط محور المسلحين في الجهة الشمالية لحمص".
واستطرد المصدر، "بانطلاق العمليات من جرجيسة و"حر بنفسه"، تكون بحيرة الرستن أصبحت على مرأى أنظار الجيش السوري، والتي كان المسلحون يستخدمونها في التنقل ليلاً، عبر القوارب، لجلب الأسلحة والذخائر والمعونات إلى مسلحي المنطقة الشمالية في مدينتي الرستن وتلبيسة".
وأردف، "بدأ العزل في مرحلة سابقة بالسيطرة على سنيسل وجوجيل والدار الكبيرة وخالدية الدار الكبيرة في الريف الجنوبي المقابل للمسلحين، وبذلك أصبحت حركتهم اليوم مشلولة ومنعزلة تماماً مع هذا التقدم الكبير للجيش عبر عشرات الكيلومترات الهامة".
نداءات استغاثة
وتحدث المصدر عن سماع القوات السورية نداءات استغاثة ومناشدة عبر أجهزة اللاسلكي، تبين "رغبة" المسلحين في تسليم أنفسهم، إلا أن القيادات والفصائل المتشددة المتواجدة في الريف الشمالي لحمص تمنعهم من ذلك.
وأضاف، "كما سلم عشرات المسلحين أنفسهم في قرية جرجيسة، وسلم الكثير من المسلحين أنفسهم في مهين وحوارين وسلسلة مهين الكبير والصغير وتلول السود وغيرها، والتي استعادها الجيش سابقاً في الريف الغربي الجنوبي لحمص المتصل بريف تدمر في البادية السورية".
نحو القريتين
وقال المصدر، "إن الجيش في الريف المقابل ينفذ عملية تطوير هجومية باتجاه مدينة القريتين، آخر منطقة تواجد لعناصر "داعش" الإرهابية من جهة تدمر… وذلك بعد السيطرة على محور الحسا وسد، من الجهة الشمالية لتدمر".
وأكد أن الإرهابيين بدأوا بمحاولة تنفيذ العمليات الانتحارية ضد نقاط الجيش المتمركزة، وذلك لوصولهم لمرحلة اليأس والخذلان، بعد الفشل الذريع في السيطرة على أرياف وسط البلاد.
وأوضح المصدر أن تقدم وحدات المشاة في الجيش السوري لا تتم إلا بعد التنسيق مع الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، والذي دائما ما يمهد للتقدم، عبر ضربات دقيقة وموجعة لأرتال وآليات المسلحين، ويلاحق من يتمكن من الفرار منهم متجهاً إلى الريف العميق.
وبذلك تكون القوات الحكومية السورية سيطرت على مئات الكيلومترات في مثلث المنقطة الوسطى من أرياف حماة والسلمية وحمص، والتي غيرت مجرى الاشتباكات، وانعكست إيجابياً على الجبهات التي يقاتل فيها الجيش السوري.