في تركيا يحاكم الطبيب بلغين شفتشي بعد فصله من عمله بتهمة إهانة الرئيس بعد أن نشر صورة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يشبه فيها الرئيس التركي بشخصية" غولوم" إحدى الشخصيات الفضائية بفيلم أمريكي شهير، الجدير بالملاحظة أنه في تركيا منذ أغسطس/ آب 2014 اتهم 105 من الأتراك بنفس التهمة بأساليب متنوعة وهو عدد ليس بالقليل.
وفي مصر أيضا صدر حكم بالسجن 3 سنوات ضد المحامي المصري الشاب عمرو نوهان بعد نشره هو الآخر على حسابه على "فيسبوك" صورة ساخرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يشبهه فيها بالشخصية الكرتونية الشهيرة "ميكي ماوس".
حتى في روسيا صادرت الشرطة الروسية في مارس 2013 عدد من اللوحات الفنية للفنان قسطنطين ألتنين يسخر فيها من الرئيس فلاديمير بوتين، حيث رسمه في إحداها وحول رأسه "الهالة المقدسة" التي ترسم فوق رأس المسيح
الجدير بالملاحظة هو أن سلاح السخرية استخدم من قبل بشكل واسع ضد الرئيس المصري السابق المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد مرسي، ما دفع البعض للاعتقاد أن مقدم برنامج "البرنامج" باسم يوسف قد لعب دورا هاما في إسقاط نظام "الإخوان المسلمين" بوصول نقده المغلف بالسخرية لكافة فئات وطبقات الشعب.
كذلك لعبت السخرية دورا هاما خلال الأيام الأولى لثورة 25 يناير/ كانون الثاني في مصر إذ استخدم الثوار الشعارات الساخرة والأغنيات والصور للسخرية من الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه حتى سقوطه.
يرى البعض أن السخرية من الرئيس يفقد منصبه هيبته ويزيد من زعزعة الاستقرار، لكن على الجانب الآخر يمكننا أن نرى العديد من رؤساء العالم الذين يتقبلون السخرية منهم بصدر رحب ولا يقلل ذلك من شأنهم وإنما يدفع الناس لمحبتهم إذ لا يرون فيهم سوى موظف عام يؤدي خدمته وفقط دون تقديس.
فقد وافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما مثلا على الظهور في البرنامج الساخر "between two ferns" مع الممثل الكوميدي زاك جاليفيانكس الذي سخر منه بشكل لاذع.
كما سخر الأمريكيون أيضا من الرئيس بيل كلينتون بعد فضيحة مونيكا لوينسكي عام 1998.
اجتماعيا تعتبر السخرية وسيلة من وسائل المجتمع لتفريغ مخزونات المعاناة، ويرى عالم النفس النمساوي ألفريد إدلر أن السخرية خليط من انفعال الغضب والاشمئزاز، لكنها تعطي الإنسان رضا عن النفس واسترواحا للشعور.
لذلك فإن السخرية لأي مجتمع أمر ضروري يساعده على التخلص من مشكلاته، وليس كبتها وملاحقة الساخرين لإعطاء المجتمع الحيوية اللازمة ومنحه فرصة لتفريغ شحنات الغضب، خاصة مع تصاعد حدة الأزمات في العالم.
هل تلجأ أجهزة استخبارات معادية لاستخدام سلاح السخرية؟
ويعتقد البعض، على الرغم من عدم وجود أي دليل مادي حتى الآن، أن بعض الأجهزة الاستخباراتية تلجأ لسلاح السخرية لإسقاط الأنظمة السياسية، مثلما حدث في مصر لنظام "الإخوان المسلمين" عقب الموجة العارمة من السخرية التي اجتاحت المجتمع المصري قبل سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي أو خلال الأيام الأولى لثورة 25 يناير.
لكن فريقا آخر يرى أن هذه السخرية نابعة من المعاناة والضغوط التي كان يعيشها المجتمع المصري قبيل سقوط النظامين.