وأمل المسئول الفلسطيني أن تسفر المباحثات بين "فتح" و"حماس" في دولة قطر، عن الوصول إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، من أجل العمل الموحد في مواجهة الاحتلال.
سبوتنيك: برأيكم ما هو مستقبل "الانتفاضة الفلسطينية" وإلى أين ستقود هذه الموجة؟
أبو يوسف: الانتفاضة الفلسطينية جاءت نتاج لاستمرار السياسة الإسرائيلية الاستعمارية ومواصلة الاعتداء على الشعب الفلسطيني، مثل قتل الطفل محمد أبو خضير وحرق عائلة دوابشة والاعتداءات المستمرة من المستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى، وما تقوم به حكومة نتنياهو من تصعيد للجرائم ضد الشعب، لذلك انطلقت الانتفاضة الفلسطينية تأكيداً على أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بحقوقه وثوابته ومقدساته ونضاله من أجل الحرية والاستقلال… ونعتقد أنه لا توجد أي إمكانية لعدم استمرار هذه الانتفاضة، وتحقيق إنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس، وإنهاء الاستيطان وما يقوم به المستوطنون تجاه الشعب، وهذا يتطلب ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني بما يؤكد على أهمية احتضان الانتفاضة واستمراريتها.
سبوتنيك: بالحديث عن الشأن الداخلي الفلسطيني… هل تتوقعون نجاح جهود المصالحة الفلسطينية الجارية في قطر حالياً؟
أبو يوسف: نأمل أن تتكلل كل هذه الجهود والمساعي حول إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة وحدة وطنية حقيقية وجدية تفضي إلى ترتيب الوضع الداخلي بالنجاح، بما يؤكد على أهمية كل الجهود وتكاتفها من أجل احتضان الانتفاضة الفلسطينية. وأيضاً بما يتلاءم مع التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، فإنهاء الانقسام بمثابة صمام أمان لحماية المشروع الوطني الفلسطيني. ويجب أن ترتقي المباحثات إلى مستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، على قاعدة ما تم التوافق عليه من حكومة وحدة وطنية فلسطينية بمشاركة الفصائل التي ترغب بهذا، بحيث تقوم الحكومة بمهامها كاملة في ترتيب الوضع الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وأيضاً التأكيد على أهمية التمسك بالذهاب إلى الانتخابات العامة خلال فترة يتم تحديدها، وتنفيذ الآليات التي تم التوافق عليها.
ونؤكد على أن الظرف الحالي مهيأ لإنهاء الانقسام، والقيادة تدرك مدى أهمية إنجاز ملف المصالحة.
سبوتنيك: ما مصير المبادرة التي قدمتها الفصائل الفلسطينية لحل أزمة معبر رفح مع الجانب المصري؟
أبو يوسف: هذه المبادرة الفصائلية جاءت بعد استشعار المعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من معاناة المرضى وأصحاب الإقامات والطلاب وغيرهم، لكن للأسف حركة "حماس" لم تتجاوب مع هذه المبادرة لفتح المعبر… ونعتقد أنه وفي حال التوصل لمصالحة فلسطينية سيكون ملف المعبر وغيره من القضايا من مهمات حكومة الوحدة الوطنية، ونأمل سرعة إنجاز ذلك، من أجل إنهاء هذه المعاناة المستمرة لشعبنا الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.
سبوتنيك: برأيكم هل سيتم تحريك ملف منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات أو إعادة هيكلية في المستقبل القريب؟
أبو يوسف: فيما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية، تم تحديد موعد لعقد المجلس الوطني الفلسطيني بصيغته القديمة كدورة أخيرة، لكن الطرق لم تكن مساعدة في ذلك… حيث تم تأجيله من أجل إجراء المزيد من الحوارات لإنجاح هذا الاجتماع. وأعتقد الآن أن الأمور تذهب في اتجاه ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني لاتخاذ القرارات الكفيلة بتفعيل منظمة التحرير وتطويرها… من خلال اتخاذ مجموعة من القرارات التي تفعل ذلك، سواء على صعيد المؤسسات القيادية التنفيذية والمجلس الوطني الفلسطيني والمركزي الفلسطيني، أو تفعيل الدوائر، في وجود مراجعة جادة حول كيفية إعطاء دفع لمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني للنهوض بأعباء الشعب أينما تواجد.
وإيجاد حلول كفيلة بتحقيق كل ذلك، بمشاركة الجميع بما في ذلك المنظمات التي لا تنطوي تحت إطار منظمة التحرير مثل حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
سبوتنيك: هل تتوقعون إقدام إسرائيل على شن حرب جديدة على قطاع غزة؟
أبو يوسف: أعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحتاج إلى مبررات للقيام بعدوان جديد على الشعب، فالحرب مفتوحة في القدس وفي الضفة وأيضاً، من خلال الحصار الذي تجاوز العشر سنوات على قطاع غزة.
وكل ذلك يعني أن الأمور مفتوحة أمام إسرائيل التي تحاول أن تصعد العدوان من خلال الهروب إلى الأمام، والهروب من الاستحقاقات التي لها علاقة بمحاصرتها وفرض العزلة عليها. الجميع يدرك مدى أهمية قيام المجتمع الدولي بفرض العقوبات ومقاطعة إسرائيل، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني واستعراض الجرائم الإسرائيلية بحقه ومحاسبتها وملاحقتها. ونعتقد أن المساعي الدولية لا بد أن تعطي أملاً للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الإجماع الدولي على أن الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي هو جريمة حرب، كما أننا نمضي قدماً في تفعيل كل الآليات التي لها علاقة بمحاسبة إسرائيل وملاحقتها.
سبوتنيك: هل تم إقفال باب المفاوضات مع إسرائيل، وما هي الحلول القادمة للقضية الفلسطينية؟
أبو يوسف: أعتقد أنه لا يوجد أي إمكانية للحديث عن عودة إلى المفاوضات مع إسرائيل كما كانت عليه برعاية أمريكية منحازة، وفي ظل استفادة إسرائيل من الوقت، من أجل تثبيت التهويد والاستعمار على الأرض، حيث تعتقد أنها بذلك تحول دون إقامة دولة فلسطينية.
لذلك نحن نتجه إلى تدويل القضية الفلسطينية، من خلال الذهاب إلى المجتمع الدولي لوضع مشاريع قرارات، سواء فيما يتعلق بالاستيطان الاستعماري، أو على صعيد طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والمطالبة بأن يكون هناك اتفاق دولي لحل القضية الفلسطينية باجتثاث الإرهاب من المنطقة… وأساس هذا الإرهاب، هو الإرهاب الدولي المنظم الذي تمارسه إسرائيل.
أجرى الحوار: هشام محمد