ما بين تصريحات وزيرة الدفاع الإيطالية، روبيرتا بينوتي، بأن التدخل العسكري في ليبيا مشروط بموافقة الأمم المتحدة وبطلب من السلطات الليبية، وإرجاء الحديث عن القوة العربية المشتركة، بالتزامن مع تمسك الولايات المتحدة وبريطانيا بالقيام بعمل عسكري في ليبيا، كان هذا الحوار لمراسل "سبوتنيك" مع المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة المصرية، اللواء جمال مظلوم.
سبوتنيك: كيف تقرأ دعوات التدخل العسكري في ليبيا؟
مظلوم: الغرب يمهد منذ أكثر من شهر للتدخل العسكري في ليبيا، وهناك عناصر استطلاع بريطانية وأمريكية لتدقيق بعض المعلومات عن أماكن تمركز عناصر التنظيمات الإرهابية، وما يتردد من وجود بعض الأسلحة الكيماوية مثل غاز "السارين" لدى بعض الجماعات الإرهابية هناك.
ليبيا في ظل وجود قواعد لتنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى، باتت تشكل عامل تهديد للدول الأفريقية ولدول جنوب أوروبا، خاصة وأن المسافة ما بين السواحل الليبية والإيطالية تقترب من مائتي كيلومتر.
سبوتنيك: وماذا عن دور الجيش الليبي؟.
مظلوم: هناك محاولات سياسية لاستعادة الاستقرار وتسوية سياسية للوضع في ليبيا، عن طريق تشكيل حكومة وفاق وطني، وأن موافقة البرلمان على هذه الحكومة، والتأييد الدولي يساهم في دعم الجيش الليبي في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وفي حال فشل تشكيل الحكومة، فهناك تصميم من جانب الغرب على التدخل العسكري لمحاربة "داعش" في الأراضي الليبية.
سبوتنيك: ما هو السند القانوني للتدخل العسكري في ليبيا؟
مظلوم: الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يمكنهم اتخاذ إجراءات التدخل العسكري من خلال اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وفي حال رفض المجلس، فإن الولايات المتحدة لن تسعى أن تطلب سندا قانونيا للتدخل العسكري في ليبيا، وستعمل على تشكيل تحالف دولي جديد على غرار التدخل العسكري من قبل في العراق وصربيا والتحالف الحالي لمواجهة "داعش" في سوريا والعراق.
الولايات المتحدة يمكن أن تلجأ للتدخل العسكري منفردة في حال الفشل في الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي، أو تشكيل تحالف دولي للقيام بعمليات عسكرية على الأراضي الليبية، كما حدث من قبل في العراق عام 2003 بالتعاون مع المملكة المتحدة.
سبوتنيك: كيف ترى دور الدول العربية، وما هو بديل التدخل العسكري الغربي في ليبيا؟
مظلوم: للآسف نحن نترك بلادنا ساحة لتدخلات خارجية لحل قضايا المنطقة العربية.
الاتجاه لتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب باتت حاجة ملحة للدول العربية وفيما بعد للدول الإسلامية، خصوصا وأن هناك دول مثل مالي ونيجيريا وليبيا والصومال، تواجه الإرهاب، وهذا يتطلب التعاون بين الدول العربية والإسلامية.
آن الأوان لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة التهديدات المختلفة والتي من بينها التهديدات الإرهابية.
سبوتنيك: هل يمكن أن يكون هناك دور لقوة عسكرية أفريقية في ليبيا؟
مظلوم: تشكيل قوة عسكرية في شمال أفريقيا، بحسب ما تم الإعلان عنه مؤخراً، هو مطلب أوروبي بالأساس، نتيجة خطر التهديدات للاستقرار في أوروبا من الأوضاع في جنوب المتوسط خاصة على السواحل الليبية.
كان يجب على الدول الأفريقية أن تبادر في مرحلة مبكرة بالدعوة لهذه القوة لمواجهة التهديدات، في ضوء الاتصال والتنسيق مع الجزائر وتونس ومصر.
لا استبعد تشكيل قوة من دول الشمال الإفريقي للتعامل مع التحديات في ليبيا، رغم أن الغرب متحمس لهذه القوة أكثر من الدول الإفريقية.
أجرى الحوار أشرف كمال