وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي يريد شيئا واحدا فقط — ألا وهو السلطة المطلقة، ومن أجل هذا هو مستعد لأن يدمر البلد المزدهر الذي تم بنائه من قبل أسلافه.
وأضافت الصحيفة أن في تركيا كان كل شيء على ما يرام حتى جاء حزب "العدالة والتنمية" حزب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا في عام 2002. كانت البلد تعمل بمبادىء أكثر الشخصيات السياسية شهرة، كمال أتاتورك: "السلام في الوطن والسلام في الخارج". وبالرغم من الانقلابات الثلاثة، تركيا كانت "عضو محترم في الناتو" وكانت تعد نفسها للانضمام للاتحاد الأوروبي وإن كان في المستقبل البعيد.
ولكن مع ظهور حزب "العدالة والتنمية" تغيرت. في طريقه إلى السلطة، قدم أردوغان نفسه بأنه مصلح علماني، وينتمي للنيوليبيرالية على النمط الغربي. شعرت أوروبا بسعادة غامرة في عام 2012، ووصف وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي تركيا بأنها "مثالا ملهما لدولة علمانية وديمقراطية." وعلق زعيم حزب معارض، فاروق لوج أوغلو على هذا قائلا: إن أوروبا تتصور الوضع السياسي في البلاد بشكل ضبابي وببساطة تتجاهل تحويل الحزب الحاكم الاستبدادي تركيا لدولة إسلامية ومحاولاتها للقضاء على الديمقراطية التركية.
سارع وزير الخارجية ورئيس الوزراء الحالي لتركيا أحمد داود أوغلو في تغيير شعار أتاتورك ليحل محله "لا مشاكل مع الجيران". وفي الوقت نفسه، بسرعة فائقة لدى القادة السياسيين الأتراك بدأت تنتعش "الخيالات النيوعثمانية".
وهكذا، اليوم تركيا أصبحت "على خلاف" مع جميع جيرانها، وخاصة سوريا. وعلاوة على ذلك، استطاعت أنقرة أن تفسد العلاقات مع روسيا، بإسقاطها طائرتها العسكرية. وفي الداخل، أثار أردوغان الحرب الأهلية التي يمكن أن تدمر تركيا، التي بناها أتاتورك وأتباعه.
الرئيس أردوغان الذي أصبح أول رئيس تركي اعترف بوجود القضية الكردية وحاول حل النزاع بطريقة سلمية، رأى في الأكراد خصوما سياسيين وبدأ يضغط عليهم بشكل كبير. واجتاحت البلد موجة من الهجمات الإرهابية ضد الناشطين الأكراد ويعتقد أن السلطة تقف وراءها. ونفى أردوغان كل شيء، ووضع اللوم على "داعش" والسوريين وغيرهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لأردوغان هذه "لعبة تبدأ بمبلغ صفر"، حتى يتم تدمير الأكراد.
ووفقا للصحيفة إن الشعب التركي هو المتضرر الرئيسي. وفي الانتخابات الجديدة حصل حزب أردوغان على 330 مقعدا في البرلمان من 550 — وهذا يكفي لتغيير الدستور ومنح الرئيس "السلطة المطلقة" التي يسعى إليها.