وأشارت الصحيفة إلى أن جزء من مشاكل تركيا يكمن في عدم قدرتها على استخدام الدبلوماسية الشفافة. أنقرة لا يمكنها بناء علاقات جيدة مع أقرب حلفائنا، على وجه الخصوص، مع الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الرئيسي لتركيا، تركيا بدلا من التعاون الاستراتيجي مع أوروبا تستخدم نهج عملي —عرضت الدول الأوروبية على الحكومة التركية تشديد الرقابة على الحدود مع سوريا، خوفا من تدهور أزمة الهجرة، مقابل استئناف المحادثات بشأن عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي. وبدورها حكومة أردوغان فهي قلقة أكثر في كيفية إيجاد حل لإجبار أوروبا على تقديم تنازلات كبيرة.
وقالت الصحيفة: العلاقات لا يمكن أن تسمى بالدافئة، فغالبية الحكومات الأوروبية تعتبر تركيا معزولة وليست شريكا.
وأضافت الصحيفة أن البلد في خطر العزلة، وحادثة المقاتلة الروسية سو 24 يؤكد هذا التهديد. المواجهة مع موسكو تحولت إلى عقوبات من روسيا، وتقدر الخسائر بنسبة 0.7٪ من إجمالي الناتج المحلي التركي. وعلاوة على ذلك، أنقرة تستهلك الغاز الروسي بكثرة، وشركات البناء التركية وقعت عقود مع روسيا تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن تركيا تخاطر في التورط في صراع ليس بالحسبان، ومن المحتمل أن يكون مكلف للغاية.
المخاطر الحقيقة التي تهدد تركيا ظهرت نتيجة سياساتها في سوريا. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى الهجومين الارهابيين اللذان وقعا في تركيا في السنوات الأخيرة: في أكتوبر من العام الماضي، قتل أكثر من مئة شخص في تفجيرات في أنقرة وفي يناير كانون الثاني من هذا العام، وقعت انفجارات في اسطنبول. وفي الحالتين، اتهمت السلطات الإرهابيين في التفجيرات.
ووفقا للصحيفة إن الانفجارات كانت صدمة كبيرة بالنسبة لبلد يعتبر نفسه بعيدا عن الفوضى في الشرق الأوسط. تركيا لعبت مع الإرهابيين لفترة طويلة، لأنهم كانوا يقاتلون ضد نظام بشار الأسد، والأحداث التي وقعت في أنقرة، بينت بأنه لا يوجد لدى أردوغان رغبة بالاعتراف بأن هذه السياسة خطيرة وأنه سيدفع ثمنها.