إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تسمر الحرب السياسية الميدانية الروسية الأمريكية على كتف الأزمة السورية ، ولكن هنا يوجد إختلاف كبير بين الطرفين في التوجهات والأهداف واسلوب وطرق التعامل مع الظروف الراهنة والتي نشأت عن تعنت الولايات المتحدة وحلفائها الذين لايهمهم الا الحفاظ على مصالحهم وتحقيق أهدافهم من خلال الإستراتيجيات المتبعة على الأرض من خلال الإستمرار في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة ولو تدمرت سورية عن بكرة أبيها ، زد على ذلك التسعير الإعلامي ضد روسيا واتهامها في ضرب المدنيين والمعارضة التي يسمونها معتدلة ، واكبر دليل على ذلك قيام الطيران الأمريكي بقصف مستشفيين في مدينة حلب لإتهام الطيران الروسي بذلك ، وغيرها من الإتهامات والإفتراءات الكاذبة من دول التحالف المزعوم ضد الإرهاب بحق الجيش السوري والطيران الروسي ، أما من الطرف الأخر فنرى أن روسيا على الرغم من كل هذه الضغوط والإستفزازات التي تجري بحقها تتعامل حتى اللحظة بروية وبدبلوماسية باردة تعبر عن الثقة بالنفس ، عدا عن التصريحات التي تصدر عن القيادة الروسية ومسؤوليها والتي كان آخرها تصريح رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف الذي قال أن الولايات المتحدة بتصرفاتها هذه تسعى الى المواجهة مع روسيا بدل محاربة الإرهاب.
وفي الطرف الآخر من الأزمة في سورية نرى حلفاء الولايات المتحدة وعلى رأسهم السعودية وتركيا يسعيان بكل ماعندهما من قوة الى تسعير الوضع الى درجة التهديد بالتدخل البري الذي اعلن بعض المسؤولين الأمريكيين عن وجود امكانية او حتى استعداد للولايات المتحدة بأن تدعم هذا التدخل البري في الأراضي السورية ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والشرائع الدولية التي تحرم الإعتداء على سيادة الدول أو اختراق حدودها عسكرياً دون أي موافقة دولية أو من الدولة نفسها ، أما الطرف الأأهم في هذ الأزمة وهو الطرف السوري نراه عازم على الإستمرار في عملياته العسكرية المدعومة من الحلفاء ، دون الدخول المباشر في معمعة التصريحات السياسية القائمة والتي تظهر الوضع وكأنه وصل بالفعل الى حافة الهاوية او الى نقطة اللارجعة ، من غير المعقول هنا أن يطرح السؤال الذي يقول من المحق وغير المحق ؟ لان سورية كدولة ذات سيادة من حقها ان تدلفع عن أرضها في وجه اي اعتداء خارجي أو داخلي بفعل مجموعات إرهابية تنفذ أجندة ما لهذه الدولة أو تلك ، وفي ظل هذه التطورات الحاسمة ومايرتد عن مؤتمرات بروكسيل ولقاء مجموعة الدعم لسورية في ميونخ نرى ان المجتمع الدولي بسبب تعنت الولايات المتحدة حتى اللحظة لم يصل الى نقطة البدء في عملية الحل السياسي في سورية اذا ما نسينا الذي جرى في جنيف 3 ، وبالتالي الغوص في هذه المتاهة لايمكن التكهن بنتائجه الا بعد أن يتم الإتفاق المزعوم بين روسيا والولايات المتحدة على سيناريو يرضي الجميع ويسكت اصوات المدافع وازيز الرصاص على الارض السورية.
التفاصيل مع الكاتب السياسي الأستاذ مازن بلال