وصار أن جاءت القوات العسكرية السعودية إلى تركيا، وذلك بعد مضي ثلاثة أيام على تصريحات أنقرة حول أن الطيران الجوي السعودي سيحل محل الطيران التركي في القاعدة العسكرية التركية "إنجرليك" بهدف قتال التنظيم الإرهابي "داعش".
ولا ننسى أن الرياض —كذلك- ينظم تدريبات عسكرية بالتعاون مع كل من مصر والأردن بالقرب من الحدود مع العراق. وقبل ذلك، كانت السعودية وتركيا قد أخذتا بالاعتبار إنزال قواتهما العسكرية على الأراضي السورية من أجل محاربة تنظيم "داعش"، ولكن فقط في إطار قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
غير أن كثير من الخبراء يقولون —في صوت واحد- إن "استئصال" تنظيم "داعش" ليس هو الهدف الحقيقي. فرئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد هو العدو اللدود للرياض وأنقرة؛ وهؤلاء الآخران أصرا على إسقاطه —بل و"استئصاله"- منذ بداية الأزمة السورية.
وفي حديث لراديو "سبوتنيك"، قال الدبلوماسي الأمريكي ومستشار قيادة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ السابق جيم جاتراس إن العملية العسكرية التي من المحتمل أن تشناها السعودية وتركيا سوف تكون موجهة ضد بشار الأسد نفسه.
"إن الجيش العربي السوري، وبمساندة الطيران الجوي الروسي له، حقق إنجازات لا بأس بها؛ وهناك فرصة قوية جداً في سيطرة قوات الحكومة السورية على مدينة حلب من جديد، لا سيما أنها بالفعل محاصرة الآن. كما أن بما يسمى "ممر أعزاز"، الذي يمر من شمال سوريا إلى تركيا، وهو خط الإمداد الرئيسي لكل "الجهاديين"، قد تم قطعه الآن بطريقة فعالة جداً. بل وهناك مؤشرات على توجه قوات الجيش العربي السوري نحو الرقة — ألا وهي عاصمة "داعش". فهذا إن كان يعني شيئاً، فيعني أن سياسة السعودية وتركيا، والمعنية بإسقاط الأسد، مدعومة من قبل القوى الأمريكية والغربية. وهم —جميعاً- يقتربون من الانهيار الكامل، وهم في أمس الحاجة إلى خلط الأمور".
وأردف جاتراس يقول:
"فعلى سبيل المثال، لندرس فكرة "المعارضة المعتدلة" — ليس هناك وجود لشيء اسمه إرهابي معتدل. فهؤلاء المعارضين، بصورة أو بأخرى، جميعهم جهاديين يشاركون المذهب السنّي الأصولي، والذين يهدفون إلى إقامة دولة طائفية أو دولة تقيم الشريعة غصباً عن إرادة الغالبية العظمى من الشعب السوري. والآن، دعونا نستذكر أمراً: غالبية الجيش العربي السوري سنّي، معظم الجنرالات سنيون، زوجة الرئيس (الليدي الأولى) سنية. حتى أن غالبية الناس في المجتمع السنّي لا يدعمون الأجندة الطائفية، ليس أقل من العلويين أو المسيحيين في سوريا".
وأشار المحلل إلى أنه:
"بالرغم من أن الأتراك والسعوديين ودول الخليج لن يرضوا بأقل من مخططهم المفضل —ألا وهو إسقاط حكم بشار الأسد- وخلق ما يشبه دولة "داعش" أو القاعدة".
وفي الحديث عن الحذاء العسكري الحقيقي في سوريا، قال جاتراس إن ما يحاول فعله كل من تركيا والسعودية ودول الخليج هو الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتأخذ على عاتقها إنزال "بعض من الجهود على أرض الواقع" في سوريا، علناً لمحاربة "داعش" وسراً للإطاحة بحكومة بشار الأسد.
وأضاف البلوماسي الأمريكي السابق:
وفي الحديث عن تركيا، أفاد المحلل أنه من الصعب القول شيئاً في هذا الأمر، ذلك أن رئيس الأتراك "غير سوي".
"إردوغان شخص غير سوي وهو خائف جداً من أي وجود كردي على الحدود الآشورية؛ لذا لا أحد يعلم ما قد يخطر على باله أن يفعل".