وهذه المصالحة هي الأولى، من المصالحات التي دخلت حيز التنفيذ بعد الاتفاق الدولي، حيث شهدت مدينة إبطع في درعا احتفالية وطنية كبيرة، تميزت بالازدحام بعد توافد المئات لتسوية أوضاعهم، رافعين العلم السوري بدل رايات فصائلهم المسلحة التي ألقوا بها خارج حياتهم.
ففي ضوء المصالحة الوطنية هذه، تم تسوية أوضاع عدد كبير من المسلحين، وصل لأكثر من 250 شخصا، بينهم 130 مطلوبا من قرية كفر شمس المحاذية لإبطع.
وكان هؤلاء المشمولين في تسوية الأوضاع، قد انخرطوا سابقا للقتال ضد الدولة السورية، وانضموا إلى فصائل مسلحة، لكنهم أعلنوا اليوم ما وصفوه بـ "عودتهم إلى حضن الوطن"، وتعهدوا أصولا أمام لجنة المصالحة المؤلفة من وجاء المحافظة وممثلين عن الحكومة السورية.
وفي هذا الخصوص تحدث نائب محافظ درعا المهندس عواد سويدان لـ "سبوتنيك"، حيث تناول الحديث تأكيده عدم حدوث أي خروقات لوقف إطلاق النار في مدينة إبطع بمحافظة درعا، مشيراً إلى بدء تسوية أوضاع من شملته المصالحة ممن قال أنهم "ضلوا الطريق قبل عودتهم إلى حضن الوطن".
وأكد سويدان على أنه ستعود كافة الخدمات والدوائر الحكومية إلى إبطع، إضافة لتشكيل مجلس بلدي جديد من الشرفاء الذين يعملون على خدمة المواطن حسب تعبيره.
وما يتعلق بالمساعدات فقد بيّن سويدان أنها مقدمة من الحكومتين السورية والروسية، وتشمل ثلاثة آلاف سلة غذائية، إضافة لثلاثة آلاف كيس طحين، بدأ توزيعها على المواطنين بعد توقيع المصالحة مباشرة.
من ناحيتهم أعرب العديد من المواطنين عن اندفاعهم تجاه تحقيق المصالحة، مؤكدين أنه قرار وطني بالنسبة لهم.
سبوتنيك تلتقي عدداً ممن سَلموا السّلاح..
قال أحد الذين تم تسوية وضعهم "أنصح كل الشباب الذين تم التغرير بهم، بأن يعودوا إلى حضن الوطن، معتبرا أن الإنسان لا قيمة له إلا في وطنه".
وأكد آخر لـ "سبوتنيك"، أنه أتى من بلدة "غباغب" في ريف درعا، وقد حمل السلاح لمدة أربع سنوات، ولكن بعد ما شهده من مصداقية لدى الدولة بالتعامل مع من سويت أوضاعهم، تشجع على خطوته هذه وحضر ليسلم نفسه وتمت تسوية أوضاعه القانونية ضمن إطار مصالحة إبطع.
فيما كان لدى أحد الذين سلموا أنفسهم، تجربة مرافقة قياديين من المجموعات المسلحة، ما أتاح له أن يشهد اجتماعات في غرفة عمليات "موك" بالأردن، أكد لـ"سبوتنيك"، أنهم "كانوا مسيرين غير مخيرين، وأقر أنهم تحولوا إلى عملاء لأميركا وإسرائيل ضد بلادهم وأخوتهم".
وأضاف "إن الجرحى ممن كانوا ينقلون إلى الأردن لتلقي العلاج، يصلون إلى حد الموت، ولا يسمح إلا لمن يأتي أمر إدخاله إحدى الدول التي دعمت الإرهاب، وعلى رأسها تركيا والمملكة السعودية، بالدخول إلى الأراضي الأردنية" حسب تعبيره.
هذا وأجمع كل من تحدث إلى "سبوتنيك" ممن تمت تسوية وضعه في درعا، على فكرة التغرير بالشباب السوري بكافة الأشكال ليحمل السلاح ضد دولته وأخوته في الوطن.
والجدير بالذكر أن المصالحة وتسوية الأوضاع في درعا ضمت أشخاصا من عدة قرى وبلدات تابعة للمحافظة، وهذه الفرصة للشباب السوريين لن تتوقف عند هذا الحد، إنما سيبقى الباب مفتوحا حتى عودة الجميع، وانتهاء هذه الأزمة، حسب ما أعلنته لجنة المصالحات الوطنية.
وكان لافتا خلال ألقاء وجهاء المصالحة كلمات أمام مواطني درعا، وجود ضابط روسي في الصف الأول من المدرجات، أتى ليشهد المصالحة وليشارك في إيصال المساعدات المقدمة من حكومة بلاده إلى جانب عدد من الضباط السوريين.