وكشف الدبلوماسي المصري عن طبيعية العلاقات مع روسيا، والمواجهة مع إسرائيل في أفريقيا، وشروط عودة العلاقات مع تركيا، وعن مرشح مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتحرك داخل مجلس الأمن الدولي في إطار المسئولية المشتركة عن السلم والأمن الدوليين.
سبوتنيك: من هو مرشح مصر إلى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية؟
أبو زيد: تقوم مصر بمشاورات على مستوى القادة ووزراء الخارجية العرب، لتأمين الدعم الكافي للمرشح المصري، وفور استكمال المشاورات سيتم الإعلان عن اسم مرشح مصر.
وأوضح أنه لم تطرح الدول العربية ملف تدوير المنصب، مشيراً إلى أن الاتصالات التي قام بها وزير الخارجية المصري، تؤكد وجود دعم كبير للمرشح المصري.
من المفترض أن يتم اختيار الأمين العام في القمة، ولكن نتيجة لأن القمة ستعقد في يوليو/تموز، وولاية الأمين العام الحالي نبيل العربي تنتهي في نهاية يونيو/حزيران، فإن مصر طالبت القادة العرب بتفويض وزراء الخارجية العرب باختيار الأمين العام الجديد في جلسة استثنائية على مستوى وزراء الخارجية، متوقعاً ان تكون في 10 مارس/آذار الجاري، مشيراً إلى أن هذا الإجراء قد تم اتخاذه من قبل في اختيار الأمين العام.
وأشار إلى أن رئاسة القمة العربية انتقلت إلى موريتانيا، وهي أعلنت عن رغبتها في استضافة القمة في شهر يوليو/ تموز المقبل.
سبوتنيك: ما هي أبرز ملفات زيارة وزير الخارجية المصري إلى موسكو؟
أبو زيد: وزير الخارجية سامح شكري، سيقوم بزيارة موسكو منتصف مارس/آذار الجاري، والمباحثات مستمرة مع الجانب الروسي لتحديد الموعد بشكل دقيق وأجندة لقاءات وزير الخارجية مع المسؤولين في روسيا.
الزيارة ذات طابع ثنائي بالأساس وتستهدف تعزيز العلاقات الثنائية الخاصة بين البلدين، ومتابعة تطور ملفات التعاون المشتركة في المجالات المختلفة، وستتطرق بشكل كبير إلى الأوضاع الإقليمية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأزمة السورية، والأزمة الليبية، والأفكار المطروحة لإحياء عملية السلام وإعادة تفعيل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
روسيا دولة كبيرة منخرطة بشكل فعال في كافة الملفات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، ومصر دولة إقليمية كبيرة ولها دورها في كل هذه الملفات، وانه من الطبيعي أن تتصدر كل هذه الملفات جدول المباحثات خلال الزيارة المرتقبة.
الإطار العام للزيارة هو لتعزيز العلاقات الثنائية والتأكيد على استراتيجية التعاون بين البلدين.
سبوتنيك: كيف ترى مصر وقف إطلاق النار في سوريا؟
أبو زيد: كان هناك ترحيباً من جانب مصر والمجتمع الدولي باتفاق "وقف العدائيات" في سوريا، مصر أكدت على ضرورة احترام جميع الأطراف لهذا الاتفاق باعتباره خطوة أساسية أولى لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المستحقة، حماية الشعب السوري من نزيف الدم اليومي، وإتاحة الفرصة وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات السياسية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. نأمل أن يستمر اتفاق وقف العدائيات متماسكاً، واستمرار الالتزام به من جانب الأطراف، لإتاحة بارقة أمل للشعب السوري والمجتمع الدولي لتحقيق التغيير المنشود وفق مقررات جنيف 2.
سبوتنيك: هل يمكن لمصر لعب دور في إقناع الأطراف التي لم تشارك في الهدنة، بالمشاركة؟
أبو زيد: حالياً، يبدو هناك التزام من جميع الأطراف، والاتفاق هو أن جهود محاربة الإرهاب مستمرة في مواجهة "داعش" و"جبهة النصرة"، لا شك أن مصر تتواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية لتثبيت الاتفاق وضمان الالتزام به، والتعامل مع أي خروقات بشكل متأني، لأنه توجد خروقات ولكنها ليست بالحجم الذي يثير قلقا كبيرا.
من المهم الحفاظ على تماسك وقف إطلاق النار. مصر تجري اتصالات مع روسيا والولايات المتحدة، والأطراف الإقليمية المعنية، بهدف ضمان هذا التماسك الالتزام بوقف العدائيات باعتباره بارقة الأمل الوحيدة التي يجب على المجتمع الدول التمسك بها.
سبوتنيك: هل نجاح وقف إطلاق النار يلغي خطط التحالف الإسلامي بالتدخل العسكري في سوريا؟
أبو زيد: موضوع التحالف الإسلامي، لا أستطيع أن أقول إننا شهدنا خطوات محددة أو أفكار محددة مطروحة للتدخل في سوريا، ومازال في إطار التناول العام الفكري والنظري، ولم يتم حتى الآن وضع أطر أو خطوات لتنفيذه على الأرض.
سبوتنيك: رؤية مصر للمفاوضات التي تجري بالأزمة السورية ومكافحة الإرهاب الذي يهدد المجتمع الدولي؟
أبو زيد: هنا اتفاق على أن جهود مكافحة الإرهاب في سوريا سوف تستمر، وبالتالي فلا يجب الخلط بين اتفاق "وقف العدائيات" والأطراف المستهدفة به، وجهود محاربة الإرهاب على الأراضي السورية.
الخطوة القادمة هي استئناف المفاوضات. المبعوث الأممي إلى سوريا يتحدث عن 7مارس/آذار لإطلاق المفاوضات في جنيف، ونأمل أن تتجاوب الأطراف المعنية، وأن يتم الانتقال إلى مرحلة سيتم فيها وضع أفكار واقتراحات محددة على طاولة المفاوضات بمشاركة جميع الأطراف السورية لضمان الحل الشامل المستهدف الوصول إليه.
سبوتنيك: كيف تنظر مصر إلى حزب الله اللبناني في ضوء زيارة وفد للحزب إلى القاهرة مؤخراً؟
أبو زيد: ليست لدي معلومات دقيقة عما إذا كان بالفعل هناك زيارة لوفد "حزب الله" لأننا قرأنا عنها في الصحف، ولكن إذا كان هذا حدث فهو قد جاء في إطار تقديم واجب العزاء، ـ في وفاة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ـ ولم يكن في إطار رسمي.
سبوتنيك: أين تقف مصر من الوضع في اليمن؟
أبو زيد: من حيث المبدأ، مصر عضو في التحالف، وشاركت ولا تزال تشارك في جهود التحالف لتثبيت الشرعية في اليمن، في الوقت ذاته المبعوث الأممي يقوم بجهد لرعاية المفاوضات بين الأطراف اليمنية. المحادثات ما تزال تواجه صعوبات وتحديات وتعتبر هشة.
هناك محاولات مختلفة لوضع أسس أو ركائز تضمن استئناف المحادثات خلال أسابيع قليلة، لكن مطلوب الآن من خلال الاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي والأطراف الإقليمية والدولية الأخرى، هو التوصل إلى محددات أو عناصر أساسية يمكن على أساساها استئناف المفاوضات والانتقال إلى مرحلة أخرى. مازلنا في طور هذه المحددات التي يسعى المبعوث الأممي إلى الوصول إلى توافق بشأنها بين الأطراف.
سبوتنيك: حول أجندة مصر الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن
أبو زيد: مصر عندما تتولى مسئوليتها في مجلس الأمن، أصبحت تتولى مسئولية دولية، ولن يقتصر دورها على تحقيق المصالح المصرية والدفاع عنها فقط، وبالمشاركة مع الدول الأعضاء تتحمل مسئولية حفظ السلم والأمن الدوليين، فهي مسئولية جماعية لأعضاء مجلس الأمن.
مصر دخلت مجلس الأمن بدعم عربي وأفريقي، ومن الطبيعي أن تمثل الدول العربية والأفريقية، والدفاع عن القضايا العربية والأفريقية. جدول الأعمال داخل مجلس الأمن يشمل أكثر من 75 بالمائة قضايا تتعلق بأفريقيا والنزاعات في أفريقيا، بالتالي فهي تعبر عن المواقف الأفريقية التي يتبناها الاتحاد الأفريقي.
تأتي القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات مصر داخل مجلس الأمن، للأسف هناك قرارات كثيرة لم يتم تفعيلها على أرض الواقع نتيجة ظروف سياسية معينة ونتيجة لأوضاع إقليمية معينة، ونتيجة لبنية صنع القرار داخل المجلس. مصر سوف تستمر باعتبارها العضو العربي الوحيد في المجلس في التعبير عن المصالح العربية.
سبوتنيك: إلى أين وصلت جهود استئناف رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو وعودة السائح الروسي إلى مصر؟
أبو زيد: ندرك أن قرار روسيا في استئناف الرحلات وعودة السائحين يخضع لاعتبارات داخلية بحتة واجهزة معنية بمناقشة هذا الموضوع، وتتخذ القرار وفق رؤيتها ووفقا لتقييمها، ونحن لا نتدخل في الشأن الداخلي وفي القرار ومدى جاهزيته وتوقيته. ونحن نتطلع إلى عودة السياحة الروسية في أسرع وقت، خاصة وأن روسيا أعربت في أكثر من مناسبة أنها تريد مصر قوية واقتصادا مصريا متماسكا، ولا شك أن قطاع السياحة هو عصب الاقتصاد المصري، وبالتالي هي مصلحة مشتركة لمصر وروسيا.
سبوتنيك: ماذا عن تطورات الأزمة مع تركيا وموقف مصر من المشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي في أبريل المقبل؟
أبو زيد: بصراحة شديدة، لا يوجد جديد في ملف العلاقات المصرية ـ التركية، ولم يشهد تطورا، هناك عناصر للتوتر نتيجة التدخل التركي المستمر في الشأن المصري، وعدم احترام الإرادة الشعبية المصرية، وهذا مرفوض من جانب مصر، ونعتبره تدخلا غير مقبول في شؤوننا، وبالتالي يؤثر على عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
ومصر هي الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي، وتركيا هي الرئيس القادم، ومصر ستقرر في حينه مستوى المشاركة، والأسلوب الأمثل لنقل الرئاسة.
سبوتنيك: هل تتأثر العلاقات المصرية مع أفريقيا بطلب إسرائيل كمراقب في الاتحاد الأفريقي؟
أبو زيد: العلاقات المصرية الأفريقية تاريخية قائمة بذاتها، لها محدداتها وأهدافها، ومعطياتها المختلفة وتسير في مسارها الطبيعي ولا تتأثر برغبة دولة أو أخرى بطلب مراقب في الاتحاد الأفريقي.
تقارب أي دولة مع أفريقيا لا يؤثر من قريب أو بعيد بعلاقات مصر بالأشقاء الأفارقة، لأن علاقات مصر بالدول الأفريقية هي تاريخية واستراتيجية، وتقوم على مصالح متبادلة وثابتة لا تتأثر بمثل هذه المؤثرات.
الموقف الذي تتبناه مصر في مثل هذه الأمور هو الموقف الذي تتبناه الدول الأفريقية، وسوف تنضم مصر للتوافق الأفريقي.