لقد دمر تنظيم "داعش" الإرهابي تدمر الأثرية تماما، فتحولت تدمر إلى صحراء، وبالكاد نستطيع تمييز الأثار القديمة التي تحولت إلى حجارة، بقي هناك فقط عدة أعمدة واقفة.
ويظهر في الفيديو كيف يقوم الإرهابيون بتدمير المعابد القديمة ووضع المتفجرات بين الأعمدة الأثرية.
يقول مدير المتحف التاريخي التدمري، خليل الحريري: "إن أفضل شيء تركه سكان تدمر — الهندسة المعمارية الرائعة، وخاصة المدافن البرجية التي عمرها 2000 سنة، لقد كان سكان تدمر قلقين جدا عليها عندما غادروها، أكثر مما كانوا قلقين على منازلهم".
رفض عالم التاريخ، حديد أسعد، البالغ من العمر 82 عاما، مغادرة مدينة تدمر وحاول إنقاذها حتى النهاية. ولكن الإرهابيين قطعوا رأسه وعلقوه على أحد الأعمدة المتواجدة أمام المتحف.
يقول الباحث الرئيسي ورئيس تصريف أعمال مجمع تدمر القديمة، طارق أسعد: "إنهم (الإرهابيون) كانوا يعتقدون أن في تدمر ثروة كبيرة، كانوا يريدون الحصول على الذهب. كانوا يريدون أن يعرفوا المكان الذي فيه ذهب".
وبقي في تدمر عدة أعمدة فقط. حلت الأنقاض محل الأثار وحل الإرهابيون محل السكان، ومن غير المرجح أن تجمع هذه الحجارة مرة أخرى لتعود كما كانت.
ومن الجدير بالذكر أن تدمر هي إحدى المواقع الأثرية السورية الستة، المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وسيطر عليها الإرهابيون في منتصف أيار/ مايو من العام الماضي. وقام الجيش السوري بإجلاء معظم السكان قبل الانسحاب من المنطقة، كما تمكن من إنقاذ أهم التحف، الموجودة في متحف تدمر المركزي.