وفي هذا الإطار وصفت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، في حديث لـ"سبوتنيك"، الثلاثاء، قرارات الرئيس الروسي بوتين بـ "الحاسمة والإيجابية" وتأتي في التوقيت المناسب، وهي سمة من سمات الرئيس الروسي، حيث يظل توقيت اتخاذ القرار مهماً.
واعتبرت أستاذة العلوم السياسية أن قرار انسحاب القوات الرئيسية من سوريا، يحكمه اعتبارات موضوعية بشكل واضح. أولها أن الضربات الروسية قد حققت بالفعل أهدافها، التي حددتها منذ بدء الضربات، وحُققت هذه الأهداف بالكامل، كما أوضح وزير الدفاع الروسي، من تدمير منشآت نفطية تابعة للتنظيمات الإرهابية في سوريا ومن تحرير مساحة تزيد على 10 آلاف كيلومتر مربع والكثير من البلدات من سيطرة الإرهابيين، بالإضافة إلى قتل أكثر من ألفي إرهابي أتوا إلى سوريا من روسيا، كل ذلك كان بهدف تمكين الدولة السورية، حيث أنه قبل التدخل الروسي كانت سوريا تتهاوى والدولة أوشكت على التفكك والتحول إلى سيناريو ليبيا.
وأضافت الشيخ أن القرار يساهم في دفع عملية السلام، وهو ما ذكره الرئيس بوتين، ومن أجل أن لا يعطي فرصة لأي قوة إقليمية أو قوة معارضة تدعمها قوة إقليمية، خاصة السعودية وتركيا في المزايدة على الموقف الروسي، أن تستغل هذه القوى الضربات الروسية لتدخل عسكري سعودي أو تركي بحجة مكافحة الإرهاب، وبالتالي هذا القرار قطع الطريق على أي تدخلات في سوريا بعد ذلك، ليصبح الشأن السوري خاص فقط بالسوريين أنفسهم.
وأوضحت الشيخ أن الدلالة الثالثة متعلقة بالداخل الروسي وهي الاستعدادات الخاصة بانتخابات مجلس الدوما في سبتمبر(أيلول) القادم، فكان من المهم جداً للرئيس بوتين أن يعطي رسالة سلام ليس فقط للخارج، ولكن أيضاً للداخل، أن روسيا القوية الحكيمة استطاعت أن تدير عملياتها بنجاح شديد في الخارج وتعود منتصرة دون أي خسائر بشرية، الأمر الذي يدعم موقف روسيا عموماً والرئيس بوتين خاصةً.
ولفتت إلى أن الضربات الروسية غيرت الكثير ليس من مصير سوريا فحسب، بل الشرق الأوسط بكامله، فعلينا أن نتخيل مصير الأوسط ما لم تتدخل روسيا في سوريا.