إعداد وتقديم نواف ابراهيم
عادت مسألة الأزمة في سورية الى واجهة الحدث في العالم أكثر من أي وقت مضى ، وعلى جميع الساحات السياسية الدبلوماسية ، الميدانية ، والإعلامية. وذلك بدءً من اللحظة التي أعلنت فيها روسيا قرارها بسحب القوات الروسية الإساسية من سورية يوم 15.03.2016 ، وذلك بناء على التصريحات الرسمية الروسية التي تقول بأن الأهداف الأساسية من التواجد العسكري الجوي الروسي في سورية قد حقق جميع الأهداف المطلوبة منه ،بناء على إتفاق م وتنسيق مسبق مع القيادة السورية ، وبنفس الوقت لم تعلن روسيا إنتهاء العمليات الحربية أو إبقاف الدعم الروسي للجيش السوري في مواجهة الإرهاب ، وبطبيعة الحال وبما أن هذا الإجراء جاء على حين غرة وتفاجأ فيه العالم ، حقق نقلة نوعية في تسهيل التواصل بين روسيا والأطراف الإقليمية والدولية الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، التي لطالما اتهمت روسيا بأنها تعرقل السير نحو الحل السياسي في سورية ، لانها كما يدعون لاتكافح الإرهاب وإنما تضرب مراكز المعارضة السورية ، وتقصف المدن والقرى وتقتل الأبرياء ، وهذا ما انكرته روسيا جملة وتفصيلا ، ولم تستطع الدول التي وجهت هذه الإتهامات أن تقدم أي دليل على ذلك أمام المجتمع الدولي.
هذا من جانب ومن جانب آخر اتضح أن القرار الروسي على الرغم من فجائيته قطع الطريق وجميع الذرائع على اتهامات وفود المعارضات السورية التي كانت تكيل الإتهام الى روسيا بأنها تخترق الهدنة التي تم الإتفاق عليها مؤخراًً بين روسيا والولايات الأمريكية المتحدة ، وجاءت التصريحات الرسمية السورية لتؤكد على أن هذا القرار جاء بالإتفاق والتنسيق بين القيادتين الروسية والسورية ، وشدد المسؤولون السوريون على عزم القيادة السورية التوجه نحو الحل السياسي للأزمة وتقديم كل الإلتزامات المطلوبة من قبل الحكومة السورية ، وبنفس الوقت شددت على أهمية الإلتزام بالقرارات الدولية وعدم المساس بالثوابت السورية الوطنية ، وأن يكون الحوار سوري سوري في جنيف بعيداً عن أي ضغوط خارجية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية على ضرورة قيام واشنطن بالضغط على حلفائها من أجل وقف الإمدادات بالسلاح للمعارضة المسلحة ، وأكدت أن السب التدريجي لقسم كبير من القوات الروسية من سورية لا يأتي بأي شكل من الأشكال في إطار الضغط على الدولة السورية ولا على الرئيس بشار الأسد ، وكان بعد قرار الرئيس الروسي بسحب هذه القوات قد أجرى إتصالً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وهذا مايؤكد أن الولايات المتحدة بصورة مايجري وأن هناك تنسيق قد لايكون حان وقت الإعلان عنه ، كما ويأتي في نفس الخانة الإعلان عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى موسكو الأسبوع القادم لإستغلال ما وصفها بأفضل فرصة لإنهاء الحرب في سورية ، انطلاقا من كل هذه المتغيرات يتضح أن الكبار قد توصلوا الى إتفاق ما فهل بدأت بالفعل الخطوات الأولى في العملية السياسية في سورية ، أم كالعادة علينا أن ننتظر المفاجآت كما عودتنا الولايات المتحدة ؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها على الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أحمد صوان