سبوتنيك: أستاذ أحمد كيف ترى قرار وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه من قبل قوات هادي وقوات أنصار الله لمدة أسبوع أو اثنين قبل الجولة المقبلة من المفاوضات؟ وهل هذا ربما يخفف من حدة التوتر السياسي في المفاوضات القادمة ؟
البحري: بالنسبة لوقف إطلاق النار فإنه من المعلوم أن أنصار الله كان شرطهم الأساسي لوقف إطلاق النار ألا يتم هذا والعدوان مستمر في ضرباته على المناطق اليمنية، لهذا أعلن ولد الشيخ بأن هناك هدنة، ونتمنى أن يلتزم بها الطرف الآخر، وهذا سيمهد الطرق لإجراء حوار حقيقي وليس على الورق وأيضا سيمهد الطريق إلى حلول سلمية.
سبوتنيك: الفرقاء اليمنيين وافقوا على عقد محادثات بينهم في الكويت، هل ترى في ذلك رؤية جديدة لكل الأطراف ونية صادقة لإعادة اليمن السعيد ؟
البحري: القوى الوطنية الموجودة في الداخل مستعدة لإجراء حوارات مع الجميع لأن همّها الأساسي هو وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن اليمن، لكن هنا أطراف غير مستعدة لذلك خاصة جانب هادي الذي أملى شروطًا على الطرف الحوثي ولكنه تراجع في اليوم التالي بعد مباحثات مع الجانب السعودي والحوثيين.
النية الصادقة، إذا كانت موجودة لدى التحالف خاصة السعودية وأمريكا فإن المفاوضات ستشهد تحولا ايجابيا.
سبوتنيك: هل ترى في تنفيذ الحوثي قراراتِ مجلسِ الأمن خاصة مسألة الانسحاب من العاصمة صنعاء شيء من العقلانية السياسية ، ورَكْل الكرة في ملعب الجانب الآخر ؟
البحري: أنصار الله موجودون في كل الأراضي اليمنية فلا يتحدث أحد عن انسحابهم من العاصمة، لأنه كلام غير منطقي ولا يجوز لأي طرف أن يتحدث بذلك إذا كان لدية النية الصادقة لإخراج اليمن من هذا الوضع لأن ذلك يعتبر تهجيراً للمدنيين من أماكنهم ومنازلهم إلى مناطق أخرى في البلاد.
سبوتنيك: كيف ترى قرارات مجلس الأمن و تأثيرها على اللعبة السياسية والعسكرية في اليمن؟ وهل القرارات الصارمة هي الحل؟
البحري: قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليست بيده وإنما بيد العدوان وأمريكا، والدليل على ذلك أن القضية الفلسطينية لها سنوات كثيرة ولم تحل، ولو كان مجلس الأمن جاد لما عطل قراره بعد عشرين يوم من العدوان على اليمن، لكنه لم يتحدث عن العدوان وأراد من الضحية أن يلتزم للغائر على البلاد.
سبوتنيك: محمد عبدالسلام الناطق باسم جماعة الحوثي إن التفاهمات مع الرياض قائمة على أساس بدء الخطوات وبناء الثقة لوقف الحرب مع السعودية بشكل كامل، هل هذه الخطوة بجانب تبادل كشوفات الأسرى والمفقودين لدى الطرفين ستكون الخطوة الأولى للوصول إلى حل سلمي لإنهاء الحرب ؟
البحري: هذه خطوة إيجابية لبداية إيجاد حل سلمي لليمن واعتراف من السعودية بأن أنصار الله قوة موجودة على الارض لا يمكن أن يتجاهلها.
وكان بالنسبة للسعودية أمر مرفوض أن يكون أنصار الله على رأس السلطة في صنعاء، وهذا كان نهاية لمصالحهم المستمرة منذ خمسين عاما في اليمن. وهذه خطوة إيجابية في المسار الصحيح سوف تأتي بثمارها وسوف تضغط السعودية على أنصارها في اليمن للمصالحة
سبوتنيك: ما صحة التقارير الصحفية التي تحدثت عن أن الخسائر الكبيرة للجانب السعودي هي التي أدت إلى بحث السعوديين عن وسيلة للخروج من حربهم في اليمن، خاصة انهم يتحدّثون عن أنّ "المرحلة القتالية تقترب من نهايتها، واعدين بإعادة الإعمار
البحري: السعودية شنت ضرباتهاعلى اليمن من أجل القضاء على أنصار الله وإعادة انصارها الى الحكم في البلاد، وقالت إنها ستقضي على الحوثيين في مدة لا تتعدى شهر، إلا أن صمود الشعب اليمني واللجان الشعبية وتحقيق الانتصارات الكبيرة في كل الجبهات في الداخل أدى إلى إرباك السعودية والتحالف، وجعلهم يفكرون في الانسحاب، بعد الخسائر الكبيرة في الجيش السعودي وقوات التحالف التي تصل الى 3500 جندي وضابط وصف ، وأيضا الكثير من المعدات، وأيضا بسبب الضعف الاقتصادي للسعودية في الأشهر الأخيرة.