إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يتضح من المشهد السوري الحالي بكافة تجلياته أنه يتجه نحو المسار السياسي رغم كل العقبات الظاهرة والباطنة منه ، حيث اننا نتابع أن مساحة الإنفراجات في الملف السوي في تزايد مضطرد ولو أنه بطيء ، ويعطي الكثير من التفاؤل في التوصل الى تفاهمات تدعم أساساتا المحادثات السورية السورية الجارية حالياً في جنيف ، كما وأن إنعكاسات التفاهمات الأقليمية والمباركة التي نراها من المجتمع الدولي انطلاقاً من التفاهمات الروسية الأمريكية تبدو أن لها تأثيراً إيجابياً على المرحلة القادمة والتي لم تعد تخفى معالمها الرئيسية التي تخدم بطبيعة
الحال وبحكم الواقع عملية التسوية للأزمة السورية ، كما ونلاحظ أن هذه العملية لايراد لها أن تقف عند هذا الحد فالزيارات التي نتابعها مابين طهران ودمشق ، وأنقرة وطهران ، والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى موسكو في الأيام القليلة القادمة ، تؤكد وصول جميع الأطراف الى الإعتراف بأهمية العمل على
تسوية إقليمية شاملة ، من شأنها أن تعيد الأمن والإستقرار الى المنطقة التي تعاني منذ أن بدأت أحداث مايسمى بالربيع العربي من الدمار والقتل والإرهاب بكافة أشكاله ، وبدعم من دول كثيرة غربية وشرق أوسطية لم يعد يخفى على أحد وانطلاقا من كل هذه التطورات يتبادر الى الذن الكثير من التساؤلات وأهمها هل بالفعل يمكن أن نرى تقارباً بين أنقرة ودمشق بالدرجة الأولى بناء على الإنتصارات الميدانية والسياسية لسورية وحلفائها ؟ وبالدرجة الثانية بناءً على منع إقامة مناطق فيدرالية على الحدود بين البلدين والتي حاولت بعض القوى من خلال اعلانها استغلال الظروف الحالية في ظل رفض محلي وإقليمي ودولي لتقسيم سورية ؟ ، والملفت أيضا هنا بوادر عودة الدور المصري الى الساحة العربية ككل وبالتحديد الملف السوري بإعتبار أن الأمن القومي للبلدين مرتبط إرتباطاً وثيقاً عدا عن المرتكزات الأساسية الأخرى في بنية العلاقة بين البلدين ، وانطلاقا من كل هذه المطيات والتطورات الحالية من المنطقي طرح التساؤل التالي: الى أي حد نرى الجدية في هذ التوجهات من المجتمع الدولي ؟ من جهة ومن جهة أخرى نطرح التساؤل الذي يقول: ماهو شكل الإقليم القادم ، وهل بالفعل تبلورت كل الظروف لحل شامل رغم التناقضات في المصالح سواء للدول الكبرى أو دول الإقليم التي ينضوي كل طرف منها في حلف ضد الآخر وفق أجندات ومصالح مشتركة ؟
التفاصيل مع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام أبو عبد الله