وأوضح أن، قرار مجلس حقوق الانسان القاضي بعمل قائمة سوداء بأسماء الشركات التي تعمل في المستوطنات الاسرائيلية، سواء اسرائيلية ودولية، سيساعد في توسيع حركة المقاطعة بشكل فعال وقوي.
سبوتنيك: ما مدى تأثير حركة المقاطعة المحلية والدولي (BDS) على إسرائيل وسياساتها؟
البرغوثي: المقاطعة تعد من أهم أسلحة المقاومة الشعبية الفلسطينية، والمقاطعة المحلية والعالمية حركة (BDS) من أكثر الأسلحة فاعلية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، حيث استطاعت خلال العام الماضي فقط أن تكلف اسرائيل بحسب الخبراء الاقتصاديين حوالي 31 مليار دولار خسائر، كذلك فإن حركة المقاطعة استطاعت أن تستنزف اسرائيل سياسياً واقتصادياً ولا زالت تقوم بدورها، خاصة إن ترافقت مع استمرار وتصعيد المقاومة الشعبية الفلسطينية.
سبوتنيك: كيف تقرأون قرار مجلس حقوق الانسان الأخير القاضي بمقاطعة الشركات التي تعمل في المستوطنات؟
البرغوثي: قرار مجلس حقوق الانسان الذي جاء في الفترة الحالية بعمل قائمة سوداء بأسماء الشركات التي تعمل في المستوطنات الاسرائيلية، سواء اسرائيلية ودولية، سيساعد في توسيع حركة المقاطعة بشكل فعال وقوي، كذلك فإن كل دول العالم أصبحت مطالبة بمقاطعة ما يخالف القانون الدولي، والعمل في المستوطنات هو مخالف للشرعية والقانون الدولي، لذلك الدول التي تسمح لشركاتها بالعمل في المستوطنات هي في الواقع تخالف القانون الدولي.
سبوتنيك: برأيك… مكافحة إسرائيل لحركة المقاطعة قادر على أن يعطل دورها أو يقضي عليها؟
البرغوثي: إسرائيل تكافح حركة المقاطعة بكل قوة، وتعتبرها حركة مؤثرة جداً، وتسعى إلى مجابهتها من خلال تعيين وزير خاص لمكافحة حركة المقاطعة وتكريس ملايين الشواكل لذلك، إضافة للحملة الدولية الواسعة التي يقودها اللوبي الصهيوني في أنحاء العالم ضدها.
لكن لن تستطيع السياسة الاسرائيلية وقف حركة المقاطعة أو التأثير عليها، لأن السبب الأساسي لهذه الحركة هو السياسة الاسرائيلية العدوانية، وهي ليست موجهة لليهود كبشر بل هي ضد سياسة الاحتلال، وبالتالي لا تستطيع إسرائيل أن توقفها، بل بالعكس مع كل يوم في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية، تدخل إسرائيل في مزيد من النزاعات مع دول العالم، وفي مزيد من العزلة الدولية.
سبوتنيك: في سياق مختلف.. هل تعتقدون أن عودة مشاورات الدوحة سيفلح في تشكيل وحدة وطنية فلسطينية؟
البرغوثي: الوحدة الفلسطينية أمر ضروري وحيوي وهام جداً ولا نستطيع أن نتراخى فيه أبداً، لكن الأمر بات يعتمد بشكل أساسي على قرار وإرادة حركتي "فتح و "حماس"، في تجاوز الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح والخلافات الحزبية، هذا سيكون السبيل من أجل رأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
سبوتنيك: أخيراً.. كيف تنظرون إلى مستقبل "الانتفاضة الفلسطينية"، وإلى أي مدى يمكن أن تصل؟
البرغوثي: الانتفاضة الفلسطينية الحالية مستمرة، لأنها حالة نوعية جديدة أعلن الشعب الفلسطيني بموجبها تمرده على نظام التمييز العنصري الاسرائيلي، بعد أن فشلت المفاوضات واتفاق اوسلو، والانتفاضة هي تبني الشعب الفلسطيني لاستراتيجية وطنية جديدة، عمادها المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة، والسعي لعدم الصمود الوطني.
برأيي الانتفاضة حالة نوعية جديدة وستستمر حتى إنهاء الاحتلال، لكنها تأخذ شكلاً مختلفاً عن الانتفاضات الأخرى، وتجرى على شكل موجات، وهي بالواقع مستمرة حيث لا يوجد بديل لها.