دمشق — سبوتنيك
وقال الأسد لـ "سبوتنيك": "اليوم الصورة واضحة، وأعتقد بأن التبدل الذي حصل ينطلق بالدرجة الأولى، من أن التعصب غير ممكن، خاصة في بلد متنوع كسوريا، نحن لدينا تنوع كبير، عرقي، وديني، وطائفي، ولأجل أن تكون سوريا موجودة، لابد أن نعيش مع بعضنا بقبول وبمحبة حقيقية، هذا الشي موجود في المجتمع السوري، وإذا تمكنا من تجاوز هذه الأزمة بسلام سيكون المجتمع السوري أفضل من الناحية الاجتماعية، وستتمكن سوريا من ممارسة دورها التاريخي الذي لعبته في هذه المنطقة بشكل أفضل، وسيكون لهذا الدور المنفتح للمجتمع السوري، تأثيره على غيره من المجتمعات الأخرى".
وأضاف الأسد لــ"سبوتنيك" قائلاً: "أعتقد بأن التغير الذي نتحدث عنه بدأ منذ الآن، بدأ في السنوات القليلة الماضية، في البداية شكلت الحرب صدمة لكثير من السوريين، وأخذتهم باتجاهات خاطئة، بدون أن يدروا، بسبب بعض وسائل الإعلام التي كانت تخترع روايات كاذبة، وبسبب عدم قدرة البعض، على قراءة الواقع الذي كان ضبابياً".
وأكد الرئيس الأسد بأن الصورة باتت واضحة لأغلبية الشعب السوري، مشيراً إلى أن التعصب بمختلف أنواعه، لا يملك قاعدة أو أرضية خصبة لينمو في بلد متعدد الأعراق والطوائف مثل سوريا.
كما أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته مع "سبوتنيك"، أن ما حدث ويحدث في سوريا، سيكون له أبعاد عالمية، ولن ينحصر تأثيره في داخل سوريا أو ضمن أطر المنطقة فقط.
وأضاف الرئيس الأسد لــ"سبوتنيك" قائلاً: "أولاً — لا نتمنى لأي دولة ولأي شعب أن يمرّ بمثل ما مرّت به سوريا، فما مررنا به هو غير إنساني لكننا نعيش في عالم ليس فيه قانون دولي اليوم، ولا يوجد أخلاق في العمل السياسي، ولذلك فكل شيء ممكن أن يحصل في أي مكان من العالم".
وأوضح الرئيس الأسد أن التعصب بكافة أشكاله وأنواعه، هو العامل الأكبر الذي يسهم في تدمير المجتمعات والدول، بغض النظر، سواءً أكان تعصباً دينياً أو سياسياً.
وقال الأسد: "ما أريد أن أقوله من تجربتنا في سوريا، أن أي نوع من التعصّب سواء كان دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو تعصباً لأي فكرة، هو مُدمّر للمجتمع، لابد من الابتعاد عن التعصّب في مسيرة بناء المجتمعات وهذا واجب الدولة وواجب كل الجهات الأخرى الموجودة في المجتمع، وواجب كل مواطن في البلاد".
وأوضح الأسد أن القضاء على التعصب والإرهاب يكمن بالتوجه إلى عادات الشعب وتقاليده وتاريخه ورغباته، التي تساهم بمجموعها، في حماية البلد وصون أمنه وأمانه.
وأردف الأسد قائلاً: "إذا حصلت هذه الأزمة أو أزمة أخرى في أي بلد، يجب أن يعرف أي مسؤول بأن من يحمي البلد هو الشعب وإذا أراد أن يأخذ توجهاً معيناً في حل الأزمة، لابد أن يكون هذا التوجّه أو الاتجاه مرتبط بعادات الشعب، بتقاليده، بتاريخه، وبرغباته الحاضرة، لأن الحل لا يمكن له أن يأتي من الخارج، ولكن يمكن أن يأتيك أصدقاء يساعدونك من الخارج، كما هي الحالة اليوم مع روسيا وإيران".
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته مع "سبوتنيك"، أن محاربة الإرهاب، والدفع بالعملية السياسية، هما الوسيلتان اللتان ستساعدان سوريا في الخروج من المأساة التي يعيشها الشعب السوري.
وأضاف الأسد قائلاً: "نحن نعتقد بأن المحورين الأساسيين اللذين يمكن أن يؤدّيا لنتائج فعلية، من أجل حماية البلاد، أولاً — محاربة الإرهاب، وهذا شيء بديهي. وثانياً — العمل السياسي من أجل إيقاف ما يحصل في سوريا، وهذا العمل السياسي فيه مفاوضات سياسية من جانب، وبنفس الوقت فيه مفاوضات مع المسلحين الذين يرغبون بالعودة إلى أحضان الدولة والحياة الطبيعية، من جانب آخر، وهذا الشيء نجحنا فيه إلى حد كبير خلال السنتين الأخيرتين".
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة له مع "سبوتنيك"، عن رغبته بأن يذكره تاريخ سوريا، كشخص حفظ الإقليم والمنطقة من خطر الموجة الإرهابية الشرسة، التي اجتاحت البلاد والمنطقة برمتها.
ورداً على سؤال حول تصوره لدوره في تاريخ سوريا، وكيف سيتم تقييمه في المستقبل من قبل المؤرخين، أجاب الأسد لــ"سبوتنيك" قائلاً: "حسب المؤرخ وموضوعيته.. نحن نعرف بأن التاريخ كثيراً ما يُكتب بشكل غير صحيح واليوم الحاضر يتم تزويره… لكن إذا افترضنا بأن التقييم هو تقييم موضوعي وكتابة صادقة، فأستطيع أن أقول إن المؤرخين والشعب السوري هم أفضل من يقوم بالتقييم".
وأضاف الرئيس السوري أنه لا يستطيع تقييم نفسه شخصياً، ولكنه عبر عن أمنيته بأن يتم تقييمه، كشخص وقف في وجه الهجمة الإرهابية التي اجتاحت البلاد.
وأردف الأسد قائلاً: "أنا لا أستطيع أن أُقيّم نفسي ولكن أستطيع أن أتمنّى… لنقل بأن أكون، أولاً — في موقع من حافظ على بلده في وجه هجمة إرهابية لم نسمع بمثلها خلال العقود الماضية أو ربما خلال القرون الماضية من حيث وحشيتها ومضمونها. وثانياً — كشخص حافظ على المنطقة لأن سوريا دولة أساسية في هذه المنطقة ولو حصل انهيار كامل للدولة فيها وحصلت فوضى، فكل منطقتنا لن تكون سليمة بكل تأكيد".