ولقد تحدث ضابط المخابرات السابق، ومؤلف الخطة، دوغ لوكس، الذي كان "عيون وآذان" المخابرات في سوريا لفترة طويلة من الزمن، إلى القناة التلفزيونية ، كما أن لوكس تعاون مع فصائل مختلفة من المعارضة السورية المسلحة، والاستخبارات من بلدان أخرى.
وأكدت مصادر أخرى في الاستخبارات للقناة، أن المعلومات التي أبلغ عنها لوكس وصلت إلى أعلى مراتب السلطة- كان قائد المجموعة الميدانية الأمريكية العاملة في سوريا يعقد اجتماعات منتظمة مع أعضاء الكونغرس، وكان الرئيس أوباما يعرف بمضمون خطة لوكس.
وقال لوكس للقناة:" ألمح البيت الأبيض وكذلك الاستخبارات منذ البداية إلى أن هدف مجموعتنا الميدانية، حرمان الأسد من السلطة. وكان لدينا 50 خيارا لتحقيق ذلك. وتم سرد تفاصيل تنفيذ هذه العملية في خطتي. ولكن القيادة السياسية لم تمنحنا أية فرصة للقيام بذلك".
وأشارت القناة إلى أن لوكس عرض خطته على القيادة، قبل أن ينفصل "داعش" عن تنظيم " القاعدة" وقبل أن يتم إعلان تأسيس "الخلافة" على الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق.
وأضاف لوكس أن الداعم الرئيسي لعملية الإطاحة بالأسد كان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية حينذاك، ديفيد بترايوس، الذي ترأس الاستخبارات من سبتمبر/ أيلول 2011 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
الأن يعتقد أنصار عملية الإطاحة بالأسد ومنهم بترايوس، ووزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، وسفير الولايات المتحدة السابق لدى سوريا، روبرت فورد، أن هذه الخطة كانت ستسمح بتجنب استخدام السلاح الكيميائي وتلافي تقوية "داعش" في سوريا واندلاع أزمة اللاجئين في أوروبا. ولكن باراك أوباما لم يتفق معهم في الرأي.
بعد تجميد خطة لوكس، أقر أوباما خطة تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سوريا وبالأخص الجيش الحر. ولكن هذه الخطة لم تكن فعالة في الواقع. ووفقا للوكس، إن "المعارضة المعتدلة" لا وجود لها في سوريا.
ونقلت القناة عن مصدر مطلع على العملية الأمريكية في سوريا قوله، إن الخطة كانت خطيرة، ولكن الوضع في سوريا لم يكن ليصبح أسوأ مما هو عليه الآن.
وذكر مصدر أخر للقناة أنه في الوقت الذي عرض لوكس خطته على البيت الأبيض، لم يكن في سوريا مقاتلين إيرانيين وعناصر من "حزب الله"، الذين يلعبان الأن دورا هاما في ساحة القتال، لقد كانوا ينتظرون الخطوة التي ستتخذها واشنطن.
وأكد لوكس أن هيلاري كلينتون أعلنت في أغسطس/آب وجود خطة أمريكية لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا ولكن اتضح لاحقا أن هذا الكلام كذب وهدفه زيادة الضغط على الأسد.