دمشق — سبوتنيك — حوار نور ملحم
سبوتنيك: خمس سنوات حرب على سورية… مالذي حققته الوزارة على أرض الواقع؟
حيدر: بالحقيقة الوزارة أنشأت على خلفية الأزمة السورية، ومطلوب منها مهام كثيرة جداً وأعباء أكبر من إمكاناتها كوزارة مستقلة، لذلك اعتمدت على فكرة أن الوزارة ضابط الارتباط بموضوع المصالحات الوطنية في الخارج و الداخل.
بدأنا العمل من خلال محاولة إقناع الناس من فكرة المصالحة، فالفكرة غير مرغوب بها لذلك تعامل معها البعض كأمر واقع مفروض، ولكن مع الزمن أصبحت جزء من ثقافة السوريين وقناعاتهم، واليوم أصبحت المصالحة هي قدر السوريين وليس أمر عليهم.
وخلال خمس سنوات استطعنا أن نعمم ثقافة المصالحة وننجز حوالي 50 مصالحة محلية على مستوى الدولة السورية، امتدت من أرياف دمشق وصولاً على حمص وحماة والانتقال إلى الساحل، وقبل دخول "داعش" كنا نصمم على قيام مصالحة في أرياف أدلب وحلب ولكن انقطعت وعدنا لنقطة الصفر.
سبوتنيك: هل نستطيع القول أن الوزارة وضعت النقاط على الثغرات التي لم تنجح بها في العديد من المناطق السورية ؟
حيدر: تعاملنا مع المصالحات الوطنية كتجربة جديدة طورناها، واليوم لدينا رؤية واضحة لألية متكاملة تحقق المصالحة الوطنية في العديد من المناطق.
أما بالنسبة للمناطق التي لم ننجح بها، كمنطقة دوما في ريق دمشق، بالأساس لم نستطيع أن ندخل في مشروع مصالحة في تلك المنطقة وذلك لوجود عامل خارجي يرفض المصالحة وهو العامل السعودي الذي يمنع الحديث في المصالحات ويعدم أي شخص سوري يحاول الدخول بهذا الموضوع… أما بالنسبة لمنطقة الوعر في محافظة حمص فقد أطلقنا المصالحة وأنجزنا المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية في نهايتها حالياً وسننتقل إلى المرحلة الثالثة خلال أيام قليلة.
سبوتنيك: تم التعتيم على ملف المفقودين والمخطوفين في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، هل يوجد أسباب مقنعة لهذا التعتيم، وبالنسبة للمخطوفيين في منطقة دوما تم عرض العديد من الفيديوهات تم بها الاستنجاد بالدولة السورية لإنقاذهم…لماذا لم تتدخل الدولة بهذا الموضوع ؟
سبوتنيك: تم حل العديد من لجان المصالحة المركزية.. هل سيؤثر هذا الأمر على العمل في أرض الواقع ؟
حيدر: لدينا أكثر من 30 مبادرة أهلية تعمل من أجل المصالحة… وإحدى هذه المبادرات، هي لجنة المصالحة المركزية التي تم حلها وإعادة تشكيلها من جديد لأنه أصبح فيها العديد من التجاوزات ومخالفة القوانين والشروط.
سبوتنيك: بالنسبة لغرفة عمليات حميم… هل يتم التنسيق معها لإنجاح عملية الهدنة؟
حيدر: المركز أنشئ لمراقبة جذب القيادات العسكرية، للموافقة على إيقاف العمليات العسكرية مقابل إيقاف الاعتداء على مؤسسات الدولة والجيش والمدنيين… تطور عمل المركز لمراقبة عمل الهدنة عسكرياً وليدخل في مجال التسوية…ويتم تنسيق كامل بين المركز والوزارة وهناك خط ساخن ومنتدب من الوزارة إلى المركز، ونستفيد من خدمات المركز بشكل كامل، وقد تم تسوية وضع 20 ألف مواطن سوري قرر رمي السلاح والعودة للحياة المدنية .
سبوتنيك: ما أهمية زيارة الوفود الروسية التي تزور المناطق الغير آمنة منها "حرستا — جوبر وغيرها " خلال الفترة الراهنة ؟
حيدر: تحاول هذه الوفود التواصل مع الأهالي ميدانياً لإقناعهم بإيقاف العمليات العسكرية وتسوية أوضاعهم… أي جهد لابد أن يثمر أن لم يكن عاجلاً فآجلاً لمصلحة البلد.. الفائدة ستكون لاحقاً..
سبوتنيك: سمعنا عن غرفة عمليات أمريكية في الأردن لمراقبة الهدنة أيضاً ما سر هذه الغرفة ؟
حيدر: الروس طلبوا من أمريكا التنسيق معهم من أجل عدم اختراق الهدنة في سورية، وقامت بإعطاء فترة محددة من أجل ذلك، ولكن الطرف الأمريكي رفض و لم ينسق مع أحد بل يتصرف على أنه الطرف الوحيد في هذا الموضوع.
سبوتنيك: يوجد الكثير من اللاجئين السوريين في دول الجوار يرغبون بالعودة لوطنهم سوريا ولكن الخوف يسيطر عليهم من الملاحقة القانونية والعسكرية… مالذي تقدمه الوزارة لعودة هؤلاء اللاجئين؟
ولكن تجهيزات الدول المتواجد بها اللاجئون تستثمر هذا الملف للاستغلال السياسي من خلال بث رسائل مغرضة بهدف عدم إيجاد الحل المناسب لهم.
سبوتنيك: هل نستطيع القول أن الحل السياسي سيطر على الأزمة السوريا والحل العسكري توقف ؟
حيدر: بالأزمات الحل السياسي يكون هو الأفضل، فوقف الاشتباك والإقناع لغة الكلام قناعة وممارسة، اليوم هناك حديث كثير عن الحل السياسي وله مسارين داخلي وخارجي.. لكن أنا أقول جنيف فشل كالجولة ثالثة، وأتوقع أن يكون هناك جولات تصل لحد العشرة أيضاً، الحل السياسي يحتاج إلى ظروف دولية وقناعات عميقة بأنه لا يمكن لأحد أن ينفذ مشروعه داخل سوريا لا من تأمين عباءات لحماية الدول المعتدية على سوريا أو غيرها… نحن ليس لدينا عداوة مع أحد ولا صداقة مع أحد نحن لدينا مصالح ونرغب أن نحققها… الحل مفتوح ودائم الأفق مفتوحة والأبواب مفتوحة.. الحل في سوريا يجب أن يكون سياسياً، والحل السياسي هو مقدمة لأي حل آخر، الحل السياسي يحتاج الى شجاعة أكثر من حمل السلاح، ما حصل وما يحصل في سوريا يبقى الحل هو في الحوار، رغم أن حجم العنف لا يغير واقع الحال.
لدينا نسبة 90% من الشعب السوري مع المصالحة الوطنية وبنفس الوقت لدينا الكثير من المواطنين ليس بيدها الحل لتواجدها في مناطق خارج سيطرة الدولة ويتم الضغط عليهم من خلال العمليات المجحفة بحقهم.
سبوتنيك: الدكتور علي حيدر مع حفظ الألقاب "كمعارض وطني ".. هل أنت في المنصب الصحيح في سورية؟ وهل أنت راضي على عملك خلال السنوات الماضية؟
بدون شك أنا في المنصب الصحيح ولولا ذلك لما رضيت بمنصبي.. لا يوجد رضى تام للعمل باللحظة التي أكون بها بعد ما أقطع مرحلة وأعود للخلف أرى في بعض المحطات كان من الممكن أن يعمل أكثر، وهذه الحالة متطورة في جميع الأشياء.