وقالت اللجنة التحضيرية لمؤتمر "وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة"، إنها حصلت على تصريح لعقد المؤتمر، وقد ألغت داخلية غزة التصريح، رغم أن الفعالية غير موجهة ضد أي جهة أو حزب.
وأوضحت اللجنة في بيان صحفي وصل "سبوتنيك" نسخة عنه، أنه "تم الاتفاق على توحيد جهود الجميع تحت راية "وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة" مع التأكيد أنه ليس موجهاً ضد قيادة أو تنظيم بعينه، بل هو جهد يستهدف إنهاء الانقسام ومفتوح لكل أبناء شعبنا".
ونوّهت اللجنة، أنه وبعد الحصول على الموافقة لعقد الفعالية، قمنا بكل الترتيبات التي يتطلبها انعقاد المؤتمر ونجاحه للوصول إلى أفضل النتائج، وترافق ذلك مع الإعداد لمؤتمر مشابه في الضفة الغربية، "وفوجئنا بعد ذلك بالأمن يبلغنا شفهياً أنهم يسحبون موافقتهم الخطية السابقة وأنهم لن يسمحوا بعقد المؤتمر وسيمنعونه بكل الوسائل".
من جانبها، استنكرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المنع واعتبرته "إجراءً غير مبرر ويأتي في سياق منع الحريات ومنع النخب الوطنية والسياسية من التعبير عن رأيها والقيام بواجبها نحو إنهاء الانقسام".
وطالب المتحدث باسم حركة فتح الدكتور فايز أبو عيطة الأجهزة الأمنية بالكف عن "الإجراءات التعسفية بحق النخب والقيادات الفلسطينية خاصة أن المشرفين على المؤتمر كوادر وقيادات ونخب وطنية معروفة للجميع".
من جهتها عبرت القوى الديمقراطية الفلسطينية عن استنكارها الشديد لقيام الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة بمنع انعقاد مؤتمر وطنيون لإنهاء الانقسام.
وقالت القوى الديمقراطية في بيان صحفي وصل "سبوتنيك" نسخة عنه، "إن القوى الديمقراطية الفلسطينية وهي تدين إجراء منع انعقاد هذا المؤتمر، تعتبر ما جرى انتهاكاً مرفوضاً للحقوق والحريات العامة والخاصة ومساس غير مقبول بحرية الرأي والتعبير التي يضمنها القانون الأساسي الفلسطيني".
داخلية غزة بدورها نفت على لسان ناطقها إياد البزم "منع الداخلية تنظيم فعالية لتعزيز المصالحة وإنهاء الانقسام"، مضيفةً أن " الفعالية التي كانت ستعقد، هي محاولة لتدشين جسم جديد عليه بعض الملاحظات".
ورد القيادي في هيئة العمل الوطني محمود الزق على تصريح الداخلية، مؤكداً أنها "قامت بمنع الفعالية التي كانت تهدف إلى تحشيد الضغط الشعبي ضد الانقسام الأسود"، مشيراً إلى أن هذا عمل وطني لا يستهدف أي طرف.
وشدد الزق في حديث مع "سبوتنيك، على أن "تصريحات الداخلية التي تنفي منع الفعالية هي تعبير عن رعب من يحكم غزة من أي تحرك ضد الانقسام الأسود"، لافتاً إلى أن "هناك من يعتبر الانقسام إنجازاً يجب المحافظة عليه، وليس العمل على إنهائه".
وأضاف، "أي إجراء لمنعنا من التعبير عن موقفنا، هو محاولة تأتي في سياق دعم استمرار الانقسام، لكننا سنستمر في مواصلة سعينا وجهدنا لتحشيد الشارع الفلسطيني".
ويعود تاريخ الانقسام الفلسطيني إلى عام 2007، حيث شهد قطاع غزة مواجهات مسلحة بين عناصر حركة "حماس" و"فتح" خلفت سيطرة حركة "حماس" على القطاع، فيما لا يزال الانقسام مستمراً حتى اليوم.
وبرزت في الفترة الأخيرة، جهود من أجل إنهاء الانقسام والعودة للوفاق الفلسطيني، كان آخرها لقاءات طرفي الانقسام في الدوحة برعاية قطرية، التي يأمل الفلسطينيون أن تنتج حلولاً عملية للانقسام.