وفقا لهيئة الأركان العامة، في بداية عام 1944 "، كانت ترابط على الجبهة الألمانية السوفيتية، 198 فرقة و6 ألوية، و3 أساطيل جوية ألمانية وكذلك 38 فرقة و18 لواء من حلفاء ألمانيا. وبلغ عدد هذه القوات حوالي 4,9 مليون شخص ومجهزة بـ 54600 مدفع ومدفع هاون، و5400 دبابة، و3100 مقاتلة.
أما القوات السوفيتية فكان عددها 6,3 مليون شخص، وتملك 95600 مدفع ومدفع هاون، 5254 دبابة، و10200 مقاتلة.
وقد قام ستالين بتوجيه 10 ضربات، وسمي عام 1944 "عام ضربات ستالين العشرة".
الضربة الأولى: شنت من ثلاث جبهات: لينينغراد، وفولخوفسك وجبهة البلطيق الثانية. وكان عدد القوات السوفييتية حينها أكثر ب 1.7 مرة من عدد قوات العدو، والمدفعية كانت أكثر بمرتين، والدبابات والمدافع ذاتية الحركة، بأربع مرات. ونتيجة لهذه الضربة تم تحرير مقاطعة لينينغراد، وجزء من مقاطعة كالينين، والاستيلاء على جسر على نهر نارفا، وتحرير المدن الروسية القديمة نوفغورد ولوغا، ودخلت القوات السوفيتية أراضي استونيا.
الضربة الثانية: نفذت في سبع عمليات عسكرية هدفها تحرير الضفة اليمنى من أوكرانيا. في أوائل عام 1944، في الجزء الجنوبي من الجبهة السوفيتية الألمانية، كان لدى ألمانيا واحد من أكبر الحشود الاستراتيجية، ضد أربع جبهات أوكرانية سوفييتية في منطقة نهر بريبيات إلى شواطئ البحر الأسود.
وكان عدد القوات النازية 1,76 مليون جندي وضابط، و16800مدفع، و2200 دبابة و1460 طائرة.
وكان هدفها وبأمر من هتلر البقاء في أغنى منطقة بالحبوب على الضفة اليمنى والمناطق الغربية من أوكرانيا. وأهم العمليات السبعة هو هجوم كورسن-شيفتشينكو، الذي قامت به الجبهات الأوكرانية الأولى والثانية في الفترة ما بين 24 يناير/ كانون الثاني و18 فبراير/ شباط عام 1944. خلال هذه العملية تمت محاصرة مجموعة كبيرة من القوات الألمانية. وبعد ذلك قامت القوات السوفيتية بتدمير العدو، خسر العدو 55 ألف جندي وضابط وأسر 18 ألف جندي، أما المعدات العسكرية الألمانية فبقيت مرمية على أرض المعركة.
الضربة الثالثة: نفذت لتحرير القرم وأوديسا، دخلت القوات السوفيتية أوديسا في 9 أبريل/ نيسان، واليوم التالي كان يوم طرد الفاشية الألمانية — الرومانية، ويحتفل في 10 أبريل/ نيسان بيوم تحرير أوديسا. أما العملية في القرم فكانت في الفترة ما بين 8 أبريل/ نيسان و12 مايو/ أيار عام 1944 ووجهت الضربات خلال العملية من الشمال، من قبل قوات الجبهة الأوكرانية، ومن الشرق من قبل قوات الجيش الساحلية المستقلة. واستطاعت القوات تحرير مدينة جانكا في 11 أبريل/ نيسان، وفي 9 أبريل تم تحرير قاعدة أسطول البحر الأسود ومدينة سيفاستوبل.
الضربة الرابعة: نفذتها قوات جبهة لينينغراد وكاريليا وتمكنت من إخراج فنلندا من الحرب وسيطرت على مدينة فيبورغ خلال 10 أيام.
الضربة الخامسة: أصبحت أهم ضربة بالنسبة لستالين، نفذها الجيش الأحمر في عام 1944 ونتيجة لها تم تحرير الكثير من الأراضي السوفيتية، عملية تحرير بيلاروسيا كانت في فترة 23 يونيو/ حزيران- 29 أغسطس/ آب. وألحقت القوات السوفييتية بالقوات الألمانية القادمة من ألمانيا والنرويج وإيطاليا وهولندا أضرار كبيرة في 5 يونيو/ حزيران-29 أغسطس/ آب.
وبفضل عمليات الجيش الأحمر تم استعادة بيلاروسيا وجزء من أراضي ليتفا ولاتفيا.
الضربة السادسة: نفذتها قوات الجبهة الأوكرانية الأولى بقيادة مارشال الاتحاد السوفييتي إيفان ستيبانوفيتش كونيف.
وجرت العملية، التي اطلق عليها ستالين اسم لفوف-ساندوميرس، في الفترة ما بين 13 يوليو/ تموز-29 أغسطس/آب عام 1944. وتزامنت مع عملية بيلاروسيا، إجراء العمليتين في آن واحد لم يسمح للقوات الألمانية بالمناورة وكان لدى الجيش الأحمر في ذلك الوقت عدد كاف من القوات والوسائل اللازمة للقيام بعمليتين في آن واحد، حتى لو كانت كبيرة. ونتيجة للعملية تمكنت القوات من محاصرة مدينة برودي وتدمير 8 ألوية للعدو في 22 يوليو/ تموز وحررت مدن لفوف وبيربميشل وستانيسلاف. وسيطرت القوات على عدة مناطق لتجمع القوات في منطقة ساندوميرس في 29 اغسطس/ أب.
الضربة السابعة: وهي عملية ياسكو-كيشينوفسكايا التي جرت في الفترة ما بين 20-29 أغسطس/ أب. كانت الجبهتان الأوكرانيتان الثانية والثالثة تملكان 1.25 مليون شخص و16 ألف مدفع ومدفع هاون و1870 دبابة و2200 طائرة، أما العدو فكان يملك 900 ألف شخص و7600مدفع ومدفع هاون وأكثر من 400 دبابة و810 طائرة، وتمكنت القوات السوفيتية خلال العملية من هزم القوات الألمانية والرومانية وتدمير 22 فرقة ألمانية كانت تحاصر كيشينوف، وتدمير كل الفرق الرومانية. وأسرت 208.6 ألف شخص.
وحررت القوات مدينة ياسي وكيشينوف ومولدافيا ومقاطعة ازمايلافا ودخلت القوات رومانيا ووصلت إلى بوخاريست في 31 أغسطس/ أب، وخاضت رومانيا آخر حرب إلى جانب ألمانيا (بعدها أعلنت رومانيا الحرب ضد ألمانيا وهنغاريا) أخرجت القوات السوفيتية حليف ألمانيا من الحرب بلغاريا (التي أعلنت الحرب ضد ألمانيا أيضا) ووصلت القوات إلى حدود أهم حليف لألمانيا- هنغاريا.
الضربة الثامنة: وسماها ستالين هزيمة القوات الألمانية في سبتمبر/ أيلول بالقرب من تالين، وفي أكتوبر/ تشرين الأول بالقرب من ريغا وطرد الألمان من دول البلطيق.
الضربة التاسعة: نفذت خلال عملية بلغراد وبودابست وكان هدفها إخراج هنغاريا من الحرب وطرد القوات النازية من زاكارباتيا وهنغاريا ويوغوسلافيا وهنغاريا ودخول أراضي تشيكوسلوفاكيا.
وجرت عملية بلغراد في فترة 28 سبتمبر/ أيلول- 20 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1944 ، وعملية بودابست في 29 أكتوبر/ تشرين الأول- 13 فبراير/ شباط عام 1945. واقتحمت القوات السوفيتية في 13 شباط عام 1945عاصمة هنغاريا- بودابست.
وساعدت قوات يوغوسلافيا، جيش التحرير الشعبى، وهو الجيش الوحيد في أوروبا الشرقية لم يخضع للألمان وكان يحارب ضد القوات الألمانية خلال الحرب. وتمكن الجيش اليوغوسلافي من طرد العدو بشكل كامل في مايو/ أيار عام 1945.
الضربة العاشرة: نفذت الضربة بهدف طرد الألمان من منطقة القطب الشمالي. خلال عملية بيتسامو-كيركينيس، تم تحرير مقاطعة مورمانسك وطرد العدو من منطقة بيتسامو.
وتمكنت القوات السوفيتية بالتعاون مع الأسطول الشمالي من تحرير ميناء ليناخاماري ومدينة بيتسامو ووصلت إلى الحدود النرويجية، وسيطرت على بلدة نيكيل في 22 أكتوبر/ تشرين الأول وحررت عدة مدن نرويجية من الألمان.
ونتيجة للضربة العاشرة خسر العدو 30 ألف شخص. وأغرق الأسطول السوفييتي، 156 سفينة للعدو، ودمرت الطائرات السوفيتية، 125 طائرة ألمانية.
هكذا خطوة خطوة، حررت القوات السوفيتية وطنها من الغزاة. واكتملت ضربات ستالين العشرة.