تواصل السلطات المصرية بالتعاون مع روسيا مناقشة رفع حظر الطيران بين البلدين، في محاولة لاستعادة حركة السياحة، وعودة الحياة إلى المنتجعات المصرية التي تعاني من آثار تراجع السياحة بعد حادث استهداف الإرهاب للطائرة الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أسفر عن مصرع 224 مواطنا وهم في طريق العودة بعد قضاء إجازتهم في المنتجعات المصرية.
وتستعد وزارة الطيران المدني في مصر لاستقبال وفد من روسيا في إطار المشاورات المتواصلة بين البلدين فيما يتعلق بإجراءات الأمن في المطارات المصرية، بينما اعتبر المتحدث باسم وزارة الطيران المدني في حديث سابق مع "سبوتنيك" أن المطارات المصرية قد اجتازت منذ فترة قصيرة اختبارات لجنة التفتيش الدولي للطيران المدني، مؤكد على حق الدول في ضمان إجراءات تأمين دقيقة لضمان سلامة وأمن المواطنين.
والجولة الجديدة من المباحثات بين البلدين، تأتي بعد أيام من تصريحات وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، بأن الخبراء الروس سوف يعملون بشكل دائم في المطارات المصرية بعد استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك توصيات بإجراءات أمنية محددة قد تقدمت بها موسكو إلى القاهرة.
ما قامت به روسيا عقب الحادث الأليم، جاء انطلاقا من المسؤولية السياسية في ضمان أمن وسلامة المواطنين، لكن القرار لم يتضمن أي حظر ولم يفرض أي قيود على حرية المواطنين في السفر إلى مصر، وهذا ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين خلال الحوار مع المواطنين الروس اليوم الخميس، قائلا" لا نملك الحق إلا أن نقول للمواطنين بأن السفر إلى مصر قد يكون خطيراً".
وأضاف الرئيس بوتين "السلطات المصرية تحارب الإرهاب لكن هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح حتى الآن. جنبا إلى جنب مع السلطات المصرية، يجب علينا أن نجد وسيلة لفحص وصيانة الطائرات، الأمر الذي سيجعل السفر إلى مصر أكثر أمنا".
كلمات الرئيس الروسي تعكس حجم الاهتمام بمساعدة مصر في مواجهة التحديات المختلفة، وهي تدرك جهود القيادة المصرية في محاربة الإرهاب والقضاء على البؤر المتطرفة، ولكن خطر الإرهاب لم ينته بعد، ويقف عائقاً أمام عودة حركة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية، كما أنه يمثل التحدي الأكبر أمام خطط التنمية الاقتصادية في مختلف المجالات، والتعاون بين موسكو من شأنه خلق سبل جديدة لضمان أمن وسلامة المطارات والمسافرين.
الأكيد أن مصر تتطلع إلى عودة السياحة الروسية في أسرع وقت، خاصة وأن روسيا أعربت في أكثر من مناسبة أنها تريد مصر قوية واقتصادا مصريا متماسكا، وأن عودة السياحة التي هي عصب الاقتصاد المصري يحقق مصلحة مشتركة للبلدين.