وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد بحث مع نظيره التركي، السبت الماضي عدد من قضايا المنطقة، إلى جانب العلاقات الثنائية، لا سيما الاقتصادية والتبادل التجاري، مشيراً خلال المؤتمر الصحفي المشترك إلى أن:
هناك مسائل كثيرة في منطقتنا، حيث يتعرض الشعب اليمني للقتل ظلما، وفي ذات الوقت، نشاهد مقتل الأبرياء في سوريا، والعراق لم يحقق الاستقرار المنشود، وكذلك باكستان وأفغانستان ودول إسلامية أخرى، لم تحقق الاستقرار بالشكل المطلوب، ويجب أن نساعد هذه الدول من أجل تحقيق استقرارها، وهذا فرض ديني علينا، وسيكون ذلك لصالح العالم الإسلامي.
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قد زار طهران مارس/آذار الماضي، حيث أجرى مع المسؤولين الإيرانيين، والتي أشاد خلالها بعلاقات بلاده الاقتصادية مع إيران، وأنهم يسعون لرفع التبادل التجاري بينهما، من 10 مليارات دولار أمريكي، إلى 30 مليار دولار.
وحول تأثير التقارب التركي الإيراني على مستقبل العلاقات التركية مع السعودية، أوضح مستشار مركز الأهرامات للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد السعيد إدريس، في حديث لـ "سبوتنيك" اليوم الاثنين، أن تركيا محكومة بمبدأ عدم السماح بتأثير علاقاتها بدولة ما على العلاقات مع أخرى، بمعنى أن العلاقات مع إيران لن تؤثر على العلاقات مع السعودية.
وأشار إلى أن:
معضلة السعودية مع تركيا، تتمثل في أن السعودية أصبحت في موقف شديد السوء في علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية والدولية، مضيفاً أن الحليف الأمريكي أكد على أن العلاقات بين إيران والسعودية ودول الخليج يجب أن تكون علاقات تعاون وليست صراع، بمعنى أن أوباما رفض الدخول في حلف مع دول الخليج على غرار حلف الـ "ناتو".
ولفت إلى أن تركيا لن تقبل أن تكون علاقاتها مع السعودية على حساب العلاقات مع إيران، فضلاً عن المشاكل الداخلية التي تدفعها نحو الاقتراب من إيران، في ظل هاجس تمكّن الأكراد في تحقيق حكم ذاتي، موضحاً أن انفصال الأكراد يمثل هاجساً يجمع الإيرانيين والأتراك، رغم تباعد الموقف حول الأزمة السورية، وأنه من المستبعد أن يكون هناك تحول في موقف البلدين من الأزمة.
وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات الاسترايتيجية:
إن المسعى السعودي لتشكيل تحالف تركي سعودي لمواجهة الخطر الإيراني لن يتحقق. السعودية لن تحصل من تركيا على الكثير في هذا المجال، لأن تركيا لن تعادي إيران من أجل السعودية. وبالتالي، فإن رهان السعودية على تركيا هو "رهان فاشل"، و لم يعد أمام المملكة سوى مصر.