تبدو الجولة الحالية من المحادثات السورية السورية في جنيف أنها لاتقل تعقيداً عن الجولات التي سبقتها، ويظهر ذلك من خلال حدة التصريحات التي أطلقتها المعارضة وتحديدأ وفد الرياض الذي هدد بخرق الهدنة، لا بل دعا رئيس الوفد محمد علوش المجموعات المسلحة التابعة له مباشرة من جنيف إلى الهجوم على الجيش السوري، وهذا موقف لا يساعد في دفع عملية المحادثات ولا أن تستمر بشكل فعلي وأن تحقق أي تقدم حقيقي على صعيد السير في الحل السياسي، مهما بقيت جميع الأطراف في جنيف خلال الفترة االقادمة، وبالتوازي من الطرف الآخر للجبهة السورية نرى أن السلطات الإسرائيلية تتدخل في الوقت الذي تراه مناسباً لدعم المعارضة السورية المسلحة، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة تماماً ليست عن طريق الإعتداء المباشر من خلال القصف المدفعي أو غارات الطيران، وإنما بالاستفزاز المباشر، حيث أن السلطات الإسرائيلية قامت يوم أمس 17.04.2016 في يوم احتفال الدولة السورية بعيد الاستقلال، تقوم بعقد اجتماع في الجولان السوري المحتل بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، الذي قال أنه مهما كانت الأوضاع في سورية في المستقبل فإنها لن تؤثر على وضع الجولان الذي سيبقى على حاله إلى الأبد، وهذا ما استفز الشعب السوري والحكومة السورية فيخرج نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد ويصرح تصريحاً شديد اللهجة مؤكداً بأن سورية مستعدة لجميع الخيارات التي تمكنها من إعادة الجولان السوري المحتل إلى الوطن الأم سورية ولو تطلب ذلك الدخول في حرب أو استخدام الأساليب العسكرية كما قال.
إذا الحالة السورية رغم كل الجهود التي تبذل من قبل روسيا وشركائها، وحتى من قبل الدولة السورية التي تحاول تقديم كل الظروف الملائمة لبدء عملية الانتقال السياسي والحوار المرن في التجاوب مع استفزازات وفد الرياض، لم تحصل على تطبيق لأي من الوعود التي تقدمت بها الولايات المتحدة لروسيا بدعم محادثات جنيف وعملية الحل السياسي، وبالمقابل لم تتخذ روسيا أي إجراء فيه ردة فعل على هذه التصريحات أو الإجراءات أو حتى عودة الولايات المتحدة الأميريكية إلى المكر والخداع والمراوغة التي نراها بوضوح، وقد كانت السلطات الروسية قد صرحت بأنها ترحب باقتراحات الحكومة السورية واستعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية ووصفتها بالاقتراحات البناءة.
إذا يمكن القول أنه وفي ضوء التدخلات الإسرائيلية الجديدة بشكل غير مباشر، وانطلاقاً من سلوكيات وفد الرياض الاستفزازية واستمراره في التعنت في تحقيق وتطبيق برنامج المرحلة القادمة على النحو الذي يراه مناسباً، أو بالأحرى النحو المرسوم له من قبل دول بحد عينها لايمكن التكهن بمعطيات ومخرجات المحادثات الحالية في جنيف ولا ما يمكن أن تفضي إليه.