وجاء نص الحوار كالآتي:
بداية ضيفي الكريم دعنا نبدأ من حظر بيان المجلس الرئاسي على أي قوات نظامية أو شبه نظامية القيام بأي عمليات في المنطقة الممتدة من سرت إلى مصراته، في خطوة مضادة لتحرك حفتر. من أين وصفها بالقوات النظامية ومن أين يحظر عليها القيام بعمليات عسكرية فى سرت ومصراته ؟
أولا ليست هناك قوات نظامية تتبع المجلس الرئاسي بطرابلس، لكن الموجود الآن هم مليشيات مسلحة ليست بجيش نظامي ولكنهم أرادوا التحرك تزامنًا مع تحرك القيادة العامة للجيش للوطني المؤسسة العسكرية التى اعترف بها مجلس النواب.
أما مايسمى بالمجلس الرئاسي فادعى توحيد القوى العسكرية الموجودة بطرابلس لتحرير سرت من خطر داعش، لكن التنظيم تمكن من احتلال قرى بأكملها مثل بوقرين ووادي زمزم وهي مناطق تبعد عن مصراته 70 كم فقط وأذكر أيضًا أن هناك غرفة عمليات أخرى أنشأها السيد عبد الرحمن السويحلي أراد بها إشعال الفتيل مرة أخرى فقط هم يريدون عرقلة المؤسسة العسكرية ولا يريدون تحرير سرت.
أعلنت حكومة الإنقاذ المتمركزة بطرابلس، تشكيل "غرفة عمليات تحرير سرت" من القوات التابعة لها، ما يعني أن ثلاثة جيوش تستعد لتحرير المدينة. ما هى مصلحة كل طرف فى هذا النزاع على تحرير سرت ومصراته ولماذا الان ؟
نعم هذا صحيح لدينا الآن ثلاث غرف ولكن الغرفة الحقيقية هي التي شكلها الفريق خليفة حفتر وتتبع القيادة العامة للجيش الوطني فالمتواجدون داخل طرابلس يريدون التشويش على المؤسسة العسكرية التى تحارب الإرهاب في بنغازي. وإذا ما استطاع الجيش الوطني دخول سرت فسيقلب ذلك الوضع تمامًا ويبدؤون سياسة الأمر الواقع ، وهذا الجيش له حاضنة شعبية كبيرة بعكس هذه الغرف المشكلة لأنها مشكلة من مليشيات يحملون السلاح وولاؤهم ليس للوطن بل لأمراء هذه المليشيات وكلنا يعلم أن المجلس الرئاسي مشكل من مجموعة من تيار الإسلام السياسي وهؤلاء لا يريدون انتصار الجيش الوطني على داعش الارهابي.
كيف تفسر تأخر تحرك المجلس الرئاسي فى عرض تشكيلته أمام مجلس النواب. أم أن هناك تقاعسًا من رئاسة مجلس النواب لأهداف رآها محللون ترجع إلى دعم البرلمان للجيش الوطنى قبل منح الثقة لحكومة السراج ؟
المسألة المهمة هنا هي ما يتعلق بالجيش الوطني المجلس الرئاسي به أشخاص لا يريدون المؤسسة العسكرية بل يريدون الإبقاء على المادة الثامنة من الاتفاق السياسي التى تنال من المؤسسة العسكرية وهذه هي نقطة الخلاف الجوهرية والتي عطلت منح الثقة لحكومة الوفاق ثم إن المجلس الرئاسي لا يزال موجودا في القاعدة البحرية ربما شهر ونصف ولا يستطيع حماية شارع واحد من طرابلس فكيف يصح أن يحارب الإرهاب إذن هناك مشاورات ونقاشات في منح الثقة وربما إذا تقدم الجيش أقولها صراحة قد ينتهي المجلس الرئاسي هذا لأنه فشل في كل ما أوكل اليه.
هل هناك تخوفات من سيطرة التيار الإسلامي على مقاليد الأمور في ليبيا باعتبار ان المجلس الرئاسي يضم اكثر من شخصية محسوبة على جماعة الاخوان ؟
نعم بالضبط هم فشلوا في الوصول إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع فالتفوا من خلال الاتفاق السياسي فهم لا يزالون يدعمون الإرهاب في بنغازي ويحاربونه في سرت فهذا كيل بمكيالين وتناقض كبير وهذه الشخصيات أصبحت معروفة لدى الليبيين وأعتقد بأن الأيام المقبلة ستشهد تقدمًا للمؤسسة العسكرية خاصة بعد الانتصارات التي أحرزها الجيش في الفترة الاخيرة.
ما الهدف من زيارة السراج إلى مصر واجتماعه بنبيل العربي فى ذلك التوقيت ؟
نعم ذهب السراج إلى مصر واستقبله السيسي، لكن مصر ركزت على دعم الجيش الوطني في ليبيا وكانت الرسالة واضحة من السلطات مصر إلى السراج لأن مصر ترى في هذا الجيش الوطني مشروع لمكافحة الارهاب حتى تتجنب مصر نفسها خطر انتشار الارهاب داخلها، أما زيارته إلى الجامعة العربية فأنا اعتقد أنها مؤسسة غير ذات فاعلية.
(أجرى الحوار: يوسف عابدين)